| ||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||
منوعات | ||||||||||||||||||||||||||
|
3000 قطعة نادرة من أيام الأبيض والأسود الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4346 | 17-10-2024 |
22:54
3000 قطعة نادرة من أيام الأبيض والأسود
نجاح بو منصف
من ساحة الدباس الى الأشرفية، حكاية طويلة نسجها على مدى عقود مهندس هاوٍ “مجنون” (نادر نادر) بقديم عالم الكهرباء والالكترونيك، راح يتقصى يجمع ويراكم، اختراعات “عتيقة” كانت ثورة ذاك الزمان ودهشة الشعوب، ومن رحمها ولد عصر تكنولوجي مذهل فاق حدود الخيال والدهشة يتراكض، يتجدد، ولا يقف عند حد، لكن ذاك الهاوي ما كان لينسى ذاك القديم المؤسس، ومضى، بحنين وشغف ومتعة مجبولة بتعب كبير، يبحث ويجمع ويراكم، وصار لاختراعات تلك الأيام مختبر لا بل قل متحف في لبنان لن تصدقوا ما تراكَمَ فيه، 3000 قطعة نادرة الوجود برائحة عتق ذاك الزمان، ليأخذنا ذاك الهاوي الى حكاياتها، حكايات اختراعات، بدائية لنا اليوم، لكنها حتما غيّرت وجه الحياة على الأرض.
نعم، هناك في الأشرفية، منزل قديم ودار تناثرت في كل أرجائه أدوات كهربائية وإلكترونية ربما ما رأيتم مثيلًا لها سوى في أفلام سينما أيام زمان، بالأبيض والأسود، إلكترونيات وأجهزة منها ما يعود الى حقبة ما قبل الحرب العالمية الأولى، صعب إدراك وظيفتها، لا بل من المستحيل أن تفقه ما هي، وهو جامعها وحاضنها، المهندس نادر نادر، يسترسل ويستفيض راويا لنا حكاياتها وحكايته معها…
كيف كانت البدايات؟
عاشق جمع الأدوات الإلكترونية القديمة يخبرنا: “كان لدي محل كهرباء وإلكترونيك على ساحة الدباس، وكنت أصغر مصلح كهرباء إلكترونيك في لبنان، كنت أصلح ترانزستورات قديمة، أشتري الراديو بـ12 ليرة أصلحه بساعتين وأبيعه بـ18 ليرة”.
كان ذلك في ستينات القرن الماضي، في تلك الأيام ما كنت لتجد شخصًا يركب لك أنتين تلفزيون، كان ذلك بمثابة العجيبة، لكن نادر نادر فعلها، “كنت أصلح التلفزيونات والراديوهات وأشياء أخرى، وكان الآخرون يتفرّجون عليّ وأنا أصلحها مذهولين”.
نعم اكتسب نادر تلك الحرفة من عمّه الذي كان مهندسًا إلكترونيًا تخصص في باريس في الثلاثينات، ومنه تعلم الكثير الكثير وانطلق الى عالم الإلكترونيات علمًا وبحثا.
ويقول: “عملي ما اقتصر على بيع وتصليح الأدوات الكهربائية والإلكترونية، صار لي هواية دفعتني لشراء وتجميع كل ما يتعلق بالأدوات والعدة الكهربائية، وكنت أجمعها وأبحث عنها في كل مكان”.
ويخبرنا: “في ساحة الدباس كانت هناك صيدلية الحلو وخلفها امتدادًا من ساحة الدباس وحتى شارع بشارة الخوري كان هناك شارع يُطلق عليه إسم شارع الكهرباء، هناك كانوا يبيعون كل ما يتعلق بأدوات الكهرباء، ونهار الأحد كنت لتجد في ذاك الشارع بسطات تعرض صحفًا ومجلات أجنبية للبيع، هذه المجلات كانت تُباع وتُشترى بالكيلو لاستخدام ورقها، أما أنا فكنت أقصد ذاك الشارع خصيصًا بحثًا عن مجلات كانت تهتم بالإلكترونيات فكنت أشتريها وأتفحصها وأبتكر أو أقلّد الأدوات الكهربائية التي كانت تعرض على صفحاتها، خصوصا أن الإكسسوارات المطلوبة لنسخها موجودة في متجري الخاص”.
لمبات “شغل إيد”
ويضيف نادر “كنت أشتري لمبات قديمة، العالم لا يعرف قيمتها كانت “شغل إيد”، ومنها غير مُعدّ للإضاءة، بل للصناعة الإلكترونية والكهربائية، فكنت أشتريها وأعمل عليها. ومنذ الستينات ولغاية اليوم ما زلت أركض وألهث لجمع كل ما هو قديم وما تمكنت من جمعه يعود الى أيام الحرب العالمية الأولى وحتى العام 1975”.
نعم، تملكت ذاك الرجل هواية تجميع الأدوات الكهربائية القديمة، ولا ينفي هو أنها هواية متعبة ومكلفة، لكنها ممتعة، «كنت أبحث عن تلك الأجهزة في كل مكان، في لبنان والخارج، ووسيلتي الأولى والأساسية لذلك، كانت المجلات الأجنبية المختصة بالاختراعات الإلكترونية، ومنها “راديو إلكترونيك”، كنت أطلب تلك الأجهزة واشتريها من الخارج، وأراكمها في متجري في ساحة الدباس الى أن كانت الحرب الأهلية، التي دمرت المتجر وأتت على كل ما كان يضمه من قطع قديمة ثمينة ونادرة”.
طار المحل، وما طار ذاك الشغف، هاوي الإلكترونيات استمر على هوايته وانطلق مجددا بتجميع تلك الأدوات محوّلا منزله مختبرًا أو قل متحفًا لها، “أشتري تلك الأجهزة وأقوم بتجاربي عليها”.
ماذا في مخزن ذاك الهاوي المفتون بعالم الإلكترونيات القديمة؟
هناك في أرجاء منزله، يترامى ما لا يقل عن 3000 قطعة إلكترونية وكهربائية صغيرة وكبيرة، نادرة الوجود، يقول إنها تشكّل محطة مهمّة لبداية اكتشافات الفيزيائيين والعلماء، وتعود الى مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى، امتدادًا الى الحرب العالمية الثانية وصولًا الى العام 1975.
تاريخ الإلكترونيات يتسلسل أمام ناظريك
على طاولة كبيرة يفترض أنها طاولة السفرة، تمددت وتلاصقت أدوات كهربائية بدل أطباق الطعام بأشكال وألوان وأحجام غريبة عجيبة، لكل قصتها ووظيفتها وتاريخها العريق، ولكل بصمتها الكبيرة في تطوّر عالم الاختراعات الإلكترونية والكهربائية ونقل العالم من مكان الى مكان آخر.
أمامها لكأنك في حضرة التاريخ، أدوات “عتيقة” متناثرة، تأخذك بعيدًا الى عشرينات القرن الماضي وربما الى ما قبل، ونادر يفنّد كلًا منها ويروي بشغف تاريخ من تاريخ، ولن يسعك إخفاء دهشتك إزاء ما تراه وتلمسه، هو تاريخ الإلكترونيات يتسلسل أمام ناظريك، بين يديك، لن تصدق ما تراه وما تلمسه، هنا مصباح (لمبة) مستطيلة تعود الى العام 1953، لن تصدق ما كان ثمنها، 500 دولار!!! “ربما كان بإمكانك بهذا السعر أن تشتري يومذاك بناية سكنية أو ربما أكثر”…
يضيع نظرك بين تلك الإكترونيات المتراكمة، اختراعات قُيِّض لها أن تبقى شاهدة حية تذكر فاقدي الذاكرة بحكايات اختراعات صارت من التاريخ، لكنها أساس ومنبع كل تطوّر صرنا إليه.
هنا راديو لاسلكي بتوقيع شركة “ماركوني” كان يستخدمه الإنكليز إبان الحرب العالمية الثانية لالتقاط موجات الإرسال، وهنا آلة لاستكشاف مادة الأورانيوم تعود للعام 1957 فرنسية الصنع، تُستعمل للبحث عن مادة الأورانيوم في الأرض.
بالأبيض والأسود.. أولى ماكيناتى تلفزيون لبنان
هنا ذاك التلفزيون البدائي الذي أطلقته مختبرات “هيئة الإذاعة الأميركية” RCA، وليس بعيدًا عنه، أولى الماكينات التي افتتح بها تلفزيون لبنان عمله عام 1953 واستقدمت أيضًا من RCA، وهي كناية عن لاقط صور تلفزيون بالأسود والأبيض مع جهاز تثبيت، وظيفته التقاط الصور وبثها عبر شاشة التلفزيون.
وفي مختبر نادر نادر أيضًا، آلة غريبة، تستعرض أولى حكايات أرسال الصور من بلد الى آخر عبر اللاسلكي، ويشرح “إذا شي صورة بدنا نبعتها على أميركا، كان في شي إسمو SSTV من خلاله يمكننا إرسال وتلقي الصور من بلد الى آخر”.
ومنه الى حكايات أجهزة أخرى تضج بها زوايا ذاك المنزل، لا تقل تشويقًا وإثارة، من صندوق المقاومة أو Boite à resistance التي تعود الى العام 1918، الى ما يعرف بجسر ويتستون Pont de Wheatstone، وهو أداة قياس اخترعها صامويل هنتر كريستي في العام 1833، ثم قام تشارلز ويتستون بتحسينها وطرحها في العام 1843، وتمّ استخدامها لقياس مقاومة الكهرباء غير المعروفة.
إلى ما يطلق عليه جهاز النظائر أو المواد المشعّة Element radioactif يعود الى العام 1954، الذي يقوم بتحديد النظائر المشعّة لعمل المسوحات والقياسات الإشعاعي، وقد صُنع خصيصًا لتطبيقات الفيزياء الصحية، الحماية من الإشعاع، أعمال المسح الإشعاعي، فحص البضائع والأمتعة، الكشف عن المواد الخطرة في التطبيقات الصناعية والطبية، مراقبة النفايات المشعة في البيئة، الكشف عن المواد المشعة المتولّدة طبيعيا، وغيرها.
داخلها ذهب وفضة وبلاتينيوم!
نكمل جولتنا في ذاك المختبر ـ المتحف، تلفتنا مجموعة كبيرة من “اللمبات” القديمة الغريبة، التي كانت تُصنّع يدويًا، وإن كان ثمة من يهوى شراء وتجميع المصابيح القديمة لأن قيمتها بأقدميتها، لكن ثمة هدف آخر لذلك، ما هو؟
يخبرنا نادر: “أنا أعمل في شركة تبيع ذهبًا، ستُصدمون إن عرفتم أن بعض شركات بيع الذهب كانت تتهافت لشراء هذه المصابيح القديمة، والسبب هو أن كسرتَ هذه اللمبات ستكتشف أن كل قطعة فيها صُنعت من مواد مختلطة بينها النحاس والبلاتينيوم والذهب، والهدف من شرائها هو إستخلاص الذهب والبلاتينيوم والفضة منها”.
ولأن “الخبرية بتجر خبرية”، يخبرنا أيضًا أنه خلف جامع الخاشقجي في منطقة صبرا وشاتيلا، كانوا أيام الآحاد يعرضون أدوات قديمة بينها كومبيوترات قديمة، وكنت لترى تهافتًا كبيرًا على شرائها ليتبيّن أن ضمن مكوّنات تلك الكومبيوترات رقاقات (chips) مصنوعة من الذهب، وكان تجار الذهب يشترونها لاستخلاص هذه الذهبيات من داخلها وتذويبها وإعادة تصنيعها.
جهاز infrasound لا أحد يملكه غيري
في مختبر نادر نادر ذاك، تختال أمامك تلك الأجهزة متفاخرة بأقدميتها وعراقتها، هنا كاشف الأيونات Ions يعود الى العام 1970 يقول لمن لا يعرف أن وظيفته التمييز بين الأيونات السلبية وتلك الإيجابية، وهناك ستجد أيضًا مبدأ الضرر الذي يحدثه الـ ultrasound (أو الموجات فوق الصوتية) الذي يستطيع قتل أي شخص على بعد 5 أميال، والذي تسبب بإبادة جماعية في العام 1968.
ما قصة هذا الصوت، يخبرنا نادر أنه في فرنسا لاحظ العلماء تقلّبًا كبيرًا في أمزجة الناس اليومية، أيامًا يبدون بكامل نشاطهم وحيويتهم وأياما أخرى يُعانون آلام الرأس والمزاج المعوكر، فأرادوا التعمق في هذا التقلّب بالأمزجة والحال النفسية، فتوجهوا الى أحد الأديرة وبدأ البحث من خلال وسائل عدة منها تسجيل الأصوات، ليستكشفوا صوتًا بعيدًا تبين أنه من كعب الوادي من طاحونة على المياه، حيث دولاب من فوق وآخر من تحت موصولين برباط كاوتشوك، عندما يدور الدولاب الفوقاني يولّد صوت infrasound فأخذوا يتعمقون في البحث، وأوجدوا ماكينات تعطي infrasound وبعد تركيبها تبيّن أنه بتوجيهها على 5 أميال، كل ما كان أمامها، من طيور وشجر سقط أرضًا.
من تلك الخبرية أراد نادر أن يقول لنا إن هذه الآلة التي تعطي هذا الصوت، يملكها في مختبره ولا أحد غيره يملكها. ويخبرنا أيضا أن هناك نوع من صوت ultrasound يجذب السمك لكن في أحيان أخرى يهربها. لذلك هذا الجهاز مهم للصيادين.
ومن الإذاعة اللبنانية.. أغاني الثوار
والى ذلك، ستجد في ذاك المنزل المتحف، ماكينة تسجيل تعود الى العام 1955 كانت تستخدمها الإذاعة اللبنانية، ويخبرنا نادر أنه مع نشوب ثورة العام 1958 استولى الثوار على الإذاعة اللبنانية وحصل تشويش كبير في عملية البث، وكشف أنه مع حصوله على ماكينة التسجيل تلك تمكن أيضًا من تسجيل الأغاني الثورية التي كانت تُبث إبان تلك الثورة، مؤكدا انه الوحيد الذي يملك هذه الأغاني.
ماذا أيضًا؟ ثمة الكثير الكثير. هنا ماكينة تسجيل، شغل أميركا، بقياس 20 سنتمترًا ذات بكرات غير عادية وبشريط رفيع، وهنا ماكينة لبث الترجمة تُستعمل خصيصًا في اجتماعات كبيرة تضم أشخاصًا بلغات مختلفة يمكن من خلالها إيصال الترجمة إليهم. وهناك ماكينة حفظ السر، كيف؟ يشرح نادر أن وظيفتها التشويش لمنع إختراق السنترال وتفادي التنصت على الهاتف.
ومنها الى أجهزة راديو وتلفزيون “تنهنهت” عتقًا، وأيضًا وأيضًا “سماعة طبيب إلكترونية يابانية الصنع تعود للعام 1968 اشتريتها من ألمانيا”.
وعلى سيرة الطب، يسألنا نادر: هل تتذكرون لقاحات كورونا وما أثارته من لغط مع تضرر الكثيرين منها؟ ليقودنا الى جهاز “الستروبوسكوب” ويخبرنا أن «هذا الجهاز الذي كان يُستخدم في حال انسداد السمع الخفيف أصبح بعض الأطباء يستعملونه لفك مفعول لقاح الكورونا”، ويزيد: أنه للتأكد كيف يعمل عليك أن تشاهد ” Tuning Fork 4096″.
“فونوغراف” ياباني أصيل
للموسيقى أيضًا مكانتها المعززة في مختبر نادر نادر للأجهزة الإلكترونية، وها هو الفونوغراف يتربع متفاخرًا بسنينه المديدة هو المولود في الخمسينات، مدججًا برأس إبرة ألماس مع ميزان لقياس الضغط على الأسطوانة، ويزيده فخرًا أنه صناعة يابانية صرفة لا غش فيها يوم كانت اليابان ملكة الأدوات الموسيقية من دون منازع، قبل أن يجتاحها الغزو التايواني والصيني.
نجول ونجول، والأجهزة الإلكترونية تتوالى، ولكل حكايتها، حكايات ما أراد نادر الاحتفاظ بها هواية ومتعة لنفسه وحسب، تعب السنين المديدة ذاك أراد وضعه أمام اللبنانيين، وبشكل خاص أمام المهندسين والطلاب والمتخصصين بالكهرباء والإلكترونيات من جامعات في لبنان والخارج لاطلاعهم على هذا الكنز الزاخر من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية التي تعود بمعظمها الى حقبة بدايات القرن الماضي.
ويقول نادر إن المشكلة في لبنان أنك لا تجد فضولًا لدى الناس للمعرفة وللاطلاع حتى بين صفوف طلاب الاختصاصات المتعلقة بالكهرباء والإلكترونيات، لا يملكون الفضول للاطلاع على تاريخ هذه الصناعات، من اخترعها، وما أساسها، وكيف تكوّنت.
من يعرف حسن كامل الصباح؟!
ويقول: “لنا في لبنان إسم كبير في عالم الاختراعات هو حسن كامل الصباح الذي قُتل في أميركا بحادث سير كما قيل، لكن هل من يعرف من هذا الجيل أن لديه 37 اختراعًا مسجلًا في أميركا؟ هل من يعرف أنه هو مخترع ضبط صورة التلفزيون وناقل الصورة عام 1928، وأنه عام 1930 طوّر منظومة إرسال الصور والمناظر، وغيره وغيره؟ للأسف، قلّة في لبنان تعرف من هو هذا المخترع وماذا أبدع وأنجز”.
وبناء عليه، اتخذ نادر العام الفائت قرارًا بتحويل مختبر الكهرباء والإلكترونيك الذي أسّسه، الى معرض هدفه استضافة المهندسين والطلاب، واطلاعهم على أهمية تلك الأجهزة المستخدمة في الحقبة الماضية، والتي تشكّل محطة مهمّة لبداية اكتشافات الفيزيائيين والعلماء، ما يستدعي التوقّف عندها، وإطلاع المتخصصين في الفيزياء والكهرباء عمومًا، والجيل الصاعد في المدارس والجامعات، والمؤسسات التي تحوي مختبرات إلكترونية وكهربائية خصوصًا، على الآلات الكهربائية والإلكترونية القديمة، فتتمّ المقارنة بين شكلها وأداء عملها في الماضي وكيف تطوّرت وأصبحت اليوم بعد الدخول الى عالم المصانع والروبوت، التي حلّت مكان الإنسان في العمل اليومي.
ونظرًا الى الاهتمام الذي أبداه المطّلعون على ذلك المختبر، أعلن نادر أنه سيقوم بعرض آخر، ليتسنى لأكبر عدد ممكن من الاختصاصيين في المجال والمهتمين بالكهرباء والإلكترونيك الاطلاع على تلك الأجهزة التاريخية، خصوصًا أن المعرض، وفق ما يقول نادر، حظي بتقدير واهتمام الدول الأجنبية عمومًا والغربية خصوصًا بتلك الأجهزة الكهربائية والإلكترونية النادرة وسيُصار الى تبنّيه بهدف عرض آلية عملها على الطلاب المختصيّن بالعلوم والفيزياء.
وما اكتفى نادر بذاك المعرض، ففي البال هدف آخر، عاشق الإلكترونيات الذي لم يكف يومًا عن البحث وتجميع قديم الآلات، يحاول اليوم التواصل مع الجامعات لشراء أو تبنّي متحفه، طارحًا أيضا تقديم محاضرات تكشف وتوضح مقتنيات مختبره وما يضمه، لكن وبأسف كبير، يخبرنا أنه حتى الساعة لا تجاوب، والسبب كما دائم في لبنان، عدم توافر الميزانية للمضي بهكذا مشروع في هكذا ظروف.. وفي انتظار تحسن تلك الظروف، التي يعتبرها “حجة وهمية لبعض الجامعات التي تفتقر للمعرفة والثقافة بشأن هذه الأدوات الإلكترونية”، نادر نادر ماض بهوايته، يجمع ويراكم، ومنزله “يعج ويئن” تحت ثقل مجموعاته، وهو يمضي مفاخرًا.. كيف لا ومنزله صار متحفًا ومرجعًا لعالم الإلكترونيات النادرة.
كتبت نجاح بومنصف في “المسيرة” ـ العدد 1754
3000 قطعة نادرة من أيام الأبيض والأسود
اكتشافات “نادر” تعود الى ما قبل الحرب العالمية الأولى
المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|