| ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
interviews | ||||||||||||||||||||||||||||
|
لبنان يتحرك لاحتواء تداعيات تهديد نصرالله لقبرص
الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4412 | 21-06-2024 |
08:46
لبنان يتحرك لاحتواء تداعيات تهديد نصرالله لقبرص كارولين عاكوم – الشرق الأوسط سارع لبنان إلى محاولة تبديد الأجواء السلبية التي خلفتها تهديدات السيد نصر الله لقبرص، عبر اتصالات أجريت مع الجانب القبرصي تولاها وزير الخارجية في حكومة تصرف الأعمال عبد الله بو حبيب الذي أجرى اتصالات بنظيره في نيقوسيا كونستانتينوس كومبوس، ناقلاً عنه تشديده أن بلاده “ليست بوارد التورط في الحرب الدائرة في المنطقة”. في حين لم يعلن عن موقف مباشر من قِبل المسؤولين اللبنانيين حيال تهديدات نصر الله، قال مصدر رسمي لبناني لـ”الشرق الأوسط” إن السلطات القبرصية كانت “متفهمة”، مؤكداً أن لا تداعيات سلبية لما حصل على العلاقات الثنائية، بينما قالت الخارجية اللبنانية في بيان، إن بوحبيب أجرى اتصالاً بوزير الخارجية القبرصي وأعرب له عن تعويل لبنان الدائم على الدور الإيجابي الذي تلعبه قبرص في دعم الاستقرار في المنطقة. من جهته، أكد الوزير القبرصي مضمون البيان الصادر عن رئيس جمهورية قبرص، الأربعاء، “من أن بلاده تأمل أن تكون جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة”، مشدداً على “أن قبرص ليست بوارد التورط بأي شكل من الأشكال في الحرب الدائرة في المنطقة”. وأكد الوزيران “على عمق علاقات الصداقة التي تربط البلدين وأهمية تعزيز التعاون الثنائي بينهما لما فيه مصلحة الشعبين”. وكان نصر الله قد حذّر قبرص بعدما تحدث عن معلومات تلقاها الحزب تفيد بأن إسرائيل التي تجري سنوياً مناورات في الجزيرة الصغيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط والعضو في الاتحاد الأوروبي والقريبة جغرافياً من لبنان وإسرائيل، قد تستخدم المطارات والقواعد القبرصية لمهاجمة لبنان، في حال استهداف “الحزب” للمطارات الإسرائيلية. وقال: “يجب أن تحذر الحكومة القبرصية أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءاً من الحرب وستتعامل معها المقاومة على أنها جزء من الحرب”. ورد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس على التهديدات، مؤكداً أن “جمهورية قبرص ليست متورطة بأي شكل من الأشكال في هذه الحرب”. وشدد على أن قبرص «جزء من الحل وليست المشكلة”، مؤكداً أن بلاده لعبت دوراً “اعترف به العالم العربي والمجتمع الدولي بأسره” في فتح ممر بحري يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية من قبرص إلى غزة. هذا التهديد الذي ترافق مع تصعيد في لهجة نصر الله، لاقى رفضاً واسعاً في لبنان، حيث اتخذت السفارة القبرصية قراراً مفاجئاً بإقفال أبوابها من دون سابق إندار، ما اعتبره البعض ردة فعل على تهديد نصر الله، لتعود السفارة وتقول إنها “لن تستقبل أي طلبات تأشيرة أو تصديقات ليوم واحد فقط، في 20 حزيران 2024”. وفي الاتصال بين وزيري خارجية البلدين، أوضح الوزير القبرصي “أن قرار إقفال السفارة القبرصية أبوابها يوماً واحداً كان محدداً مسبقا لأسباب إدارية تتعلق بنظام التأشيرات، وهي ستعاود العمل كالمعتاد بدءاً من الغد”. خلفية تهديد نصر الله… وتداعياته ويؤكد رئيس مركز “الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- أنيجما” رياض قهوجي، أن مسألة التدريبات الإسرائيلية في قبرص ليست جديدة وبالتالي ما قاله نصر الله يأتي في سياق “التحذيرات الاستباقية” في غياب أي دليل اليوم يفيد بشن تل أبيب هجوماً على لبنان من قبرص. ويقول لـ”الشرق الأوسط”: “يدّعي نصر الله أن إسرائيل تتحضر في حال نشوب حرب كبيرة وخرق “الحزب” الدفاعات الإسرائيلية واستهداف القواعد الجوية الإسرائيلية، لشن غارات على لبنان من قواعد عسكرية في قبرص”، مضيفاً: “لكن حتى الآن ليس هناك أي دليل على ذلك، إضافة إلى أن التدريبات الإسرائيلية مع قبرص تحصل بشكل دائم وهي وليست جديدة”، معبّراً عن اعتقاده أن “تهديدات نصر الله هي تهديدات غير مباشرة للقواعد البريطانية الموجودة في قبرص والتي تقوم بقصف الحوثيين في اليمن”. من جهته، يعتبر مدير معهد “الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية” الدكتور سامي نادر أن كلام نصر الله هو خطف للقرار اللبناني وتعدٍ على علاقات لبنان مع الدول، وهو يناقض موقف الدولة اللبنانية وتاريخ العلاقات الطويل مع قبرص. ويرى أن تأكيد وزير الخارجية على العلاقة مع قبرص غير كاف في غياب أي موقف واضح للدولة اللبنانية حيال ما حصل. ويقول لـ”الشرق الأوسط”: “قبرص استقبلت اللبنانيين خلال الحرب الأهلية من طلاب وعائلات ورجال أعمال وهي كانت النافذة إلى العالم بالنسبة اليهم، بحيث لجأوا إليها للاحتماء من الحرب وأخذت شركات لبنانية مقار لها في قبرص في ظل الأزمات التي يواجهها لبنان وكان آخرها الأزمة المصرفية”. من هنا، يحذّر نادر من تداعيات هذا الموقف، لا سيما أن قبرص هي جزء من الاتحاد الأوروبي الذي قد يلجأ بدوره إلى اتخاذ خطوات في هذا الإطار. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|