| ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
interviews | ||||||||||||||||||||||||||||
|
الانشغال الدولي: لبنان يتخبّط وحيداً الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4392 | 16-07-2024 |
07:55
الانشغال الدولي: لبنان يتخبّط وحيداً صحيفة النهار – روزانا بومنصف فيما يبدو للمراقب المحايد أن جميع الأفرقاء يتقاذفون كرة النار والمسؤولية في موضوع تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، فإن المآخذ التي يبديها البعض في المقابل على المعارضة لجهة عدم إبداء مرونة كافية يمكن أن تحشر الثنائي الشيعي من أجل الذهاب إلى انتخاب رئيس الجمهورية، وكذلك عدم المرونة على نحو كافٍ في توفير ما يرونه “ماء الوجه” لرئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل أن يدفع لدى حلفائه للخروج من جمود المرشح الوحيد، يسجل في المقلب المعاكس أن “الحزب” لا يريد انتخابات رئاسية إطلاقاً في المرحلة الراهنة على طريقة أن من لا يرغب في تزويج ابنته يرفع مهرها. إذ إن المرونة يجب أن تحصل من الجانبين وليس من جانب واحد قامت به المعارضة وحدها حتى الآن، وهو ما سيحصل في حال ورد إمكان التفاهم الذي ليس ممكناً راهناً. وليس واضحاً من تستهدف القوى السياسية بمماحكاتها المملّة، وهل هي تستهدف الرأي العام في #لبنان المتعب والمشمئز أم تسعى إلى تعاطف وتفهّم من السفراء الأجانب وخصوصاً سفراء الخماسية الذين ملّوا بدورهم وتعبوا من تكرار المعزوفة نفسها حيال ما تنتظره من مجلس النواب والقوى السياسية تماماً وفق ما ورد في كلمه سفير #فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو في الاحتفال السنوي بالعيد الوطني الفرنسي. تحذّر جهات ديبلوماسية من مرحلة تجاهل كبيرة قد يواجهها لبنان على الصعيد الخارجي ليس نتيجة لتعب وملل فحسب، بل نتيجة انشغال يخشى أن يشابه ذلك الانشغال الدولي الذي وضع سوريا وأزمتها على الرف كما لو أنها غير موجودة فيما هي تغرق وتستنقع في مأساتها. وهذه الخشية تطاول في الدرجة الأولى الحرب في غزة انطلاقاً من أن الاعتقاد بأن أمام إدارة الرئيس جو بايدن مهلة حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 تشرين الثاني لم يعد منطبقاً على واقع الحال أو مناسباً، إذ إن ما حصل في اليومين الأخيرين في الولايات المتحدة من محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب التي عزّزت فرصته بقوة للرئاسة أو حسمتها تقريباً قد عجّل في تعطيل إدارة بايدن على نحو مبكر. ويرجّح أن تكون انتفت أي قدرة لدى الإدارة الأميركية على ممارسة الضغوط في أي اتجاه فيما أقصى ما يمكن أن يحصل عليه لبنان في هذه المرحلة ترجمه موقف الرئيس إيمانويل ماكرون الذي بات بدوره يواجه تحديات كبيرة في فرنسا بقوله في الخطاب التقليدي الذي ألقاه في وزارة الدفاع عشية العرض العسكري لمناسبة ذكرى ١٤ تموز، إن هناك “مخاطر محدقة بلبنان صديق فرنسا، ولكن نحن لن نتركه، علماً بأن جنودنا موجودون في جنوب لبنان في إطار قوات اليونيفيل”، مشدداً على “وجوب ضمان أمن لبنان وتطبيق القرار 1701 بالكامل”. وفيما فرنسا أيضاً لم تنجح وحدها في أزمة لبنان كما لم ينجح الآخرون أيضاً، يخشى أنه في ظل الاطمئنان إلى أن الحرب الشاملة أو الواسعة باتت أمراً مستبعداً إلى حد ما وتبقى رهناً بأخطاء في الحسابات فحسب نتيجة رغبة إسرائيل وربما عدم قدرتها أيضاً على شن حرب أكبر، والحال نفسها بالنسبة إلى إيران ومعها “الحزب”، فإن جبهة الجنوب قد تدخل في إطار الروتين المحتمل أو المقبول خارجياً حتى إشعار آخر لا سيما على ضوء احتمال بقاء الوضع في غزة على استنزافه أيضاً من دون حل ولكن بأثمان باهظة مستمرة للبنان ستعمّق المأزق الذي يوجد فيه كل فريق سياسي من دون استثناء، ولكن بنسبة أكبر مأزق الثنائي الشيعي الذي سيبقي الجنوبيين خارج منازلهم أشهراً طويلة إضافية ويبقي البلد معلّقاً على شروطه فيما يزداد الاهتراء على كل المستويات. وربما تشفع في هذا الإطار رغبة إسرائيل في إعادة مستوطنيها ولكن مكاسبها الأخرى كبيرة حتى في حال عدم حصول ذلك كما تهدد. يفيد الممسكون بالسلطة وفق ما يتفق مراقبون ديبلوماسيون وسياسيون كثُر بأن يستغلّوا فرصة الانشغال الدولي من أجل تقديم مصلحة لبنان واللبنانيين لمرة مثلاً بدلاً من انتظار عودة الدول بزعماء جدد وأجندات مختلفة ليس أكيداً أو محتملاً أن تكون مصلحة لبنان أولوية فيها. فالوضع معقّد أصلاً وغداً أكثر تعقيداً بفعل التدخّلات الإقليمية، وكذلك مصالح القوى السياسية وكذلك القوى الإقليمية ما يجعل التوقّعات الإيجابية على هذا المستوى صعبة جداً إن لم تكن مستحيلة. لكنها فرصة ليظهر أهل السلطة والقوى السياسية أنهم أهل فعلاً لإدارة البلد بدلاً من استثمار قدراته واستنزاف أهله فحسب. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|