| ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
interviews | ||||||||||||||||||||||||||||
|
الحسابات المبنيّة على انخراط واشنطن
الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4392 | 16-09-2024 |
09:14
الحسابات المبنيّة على انخراط واشنطن يعتقد البعض أنه لن يكون مريحاً لأهل السلطة المتحكّمين بمسار الأمور، لا سيما الثنائي الشيعي، أن يزور الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إسرائيل ولا يزور لبنان مجدداً، حتى لو كانت المسألة على سبيل تكرار المعزوفة نفسها أمامه عن رفض الذهاب إلى تهدئة الوضع في الجنوب والوصول إلى تطبيق الجزء المطلوب والأكثر إلحاحاً في القرار 1701 قبل انتهاء الحرب في غزة. ومع أن انتهاء الحرب بعيد الأفق راهناً على الأقل، يبقى مهمّاً بالنسبة إلى هؤلاء أن تبقي واشنطن لبنان على جدول أعمالها أقلّه عبر هوكشتاين كربط نزاع مع العاصمة الأميركية، والحاجة إلى استخدام ورقة الجنوب التي يكبر الاعتقاد بأنه يمكن عبرها استدراج هذه الأخيرة من أجل الدخول في التفاوض على الرئاسة، ولأنها الورقة الوحيدة القابلة لاجتذاب الاهتمام وتسويق الحاجة إلى الأمن لإسرائيل، على قاعدة أن ورقة الجنوب هي الورقة القوية التي تحتاج إليها واشنطن لمنع توسّع الحرب ويملكها الثنائي غير ورقة استرهان البلد الذي بات يثقل عليه. وورقة الجنوب يحتاج إليها الثنائي للحصول على أثمان ليس في الرئاسة الأولى، بل بكل ما يليها، أي رئاسة الحكومة ومجموعة من الضمانات التي يحتاج إليها الثنائي إن ساوم على موقع الرئاسة الأولى، فيما تبقى واشنطن الطرف الأهم المطلوب أن يشكّل المقابل مع الثنائي والأهم مع إيران بناءً على إيجابيتين أميركيتين: الأولى أنها هي التي منعت إسرائيل ولا تزال تمنعها من توسيع الحرب في اتجاه لبنان وزيارة هوكشتاين المحتملة مجدداً تندرج في هذا الإطار. والإيجابية الثانية هي أن واشنطن لا تنوي ولا تريد حرباً تنخرط فيها في المنطقة إلى جانب إسرائيل ضد إيران ولو أنها في الجانب الداعم لإسرائيل كلياً. ولكن كل سردية إيران وميليشياتها تستند إلى أن واشنطن لا تريد هذه الحرب ولا ترغب في أن تستدرجها إسرائيل إليها. يُضاف إلى ذلك، الاعتقاد بأن واشنطن ليست قاسية جداً بل واقعية في التعامل مع امتداد “الحزب” جنوباً وتأثيره على مقدّرات البلد على رغم العقوبات التي تفرضها بين فينة وأخرى على مموّلين له، ولم تكن قاسية أيضاً ضد الحوثيين، فيما كان بإمكانها توجيه ضربات إنهائية لهؤلاء. وهذا التقويم لا يندرج في إطار تغيير المواقف، بل تقدير المصالح وحساباتها ليس إلا، فيما إيران فتحت الباب واسعاً أمام التفاوض مع #الولايات المتحدة وفق ما شرع المرشد الإيراني أخيراً. يتصل الأمر بإبقاء عين الخارج وتحديداً عين واشنطن على لبنان وعدم إهماله على رغم التناقض الكبير في مواقف أهل السلطة التي تواجه انتقادات ديبلوماسية كبيرة نتيجة الرسالة المزدوجة التي ترسلها إلى الخارج من خلال حضّها على التدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. وهو مطلب حق لو أن الحكومة استطاعت التجاوب مع السعي الديبلوماسي الخارجي لوقف الحرب، فيما تبنّت من الأساس خطاب “الحزب” بربط وقف الحرب بتوقّفها في غزة وأبلغت جميع الزوّار بذلك. وهذا يعني أن حكومة تصريف الأعمال تقر هذه السياسة وتعجز عن وقف الحرب والقرار ليس لديها كما أعلن رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي لدى بدء الحرب من الجنوب. يخشى سياسيون أن معاودة اللجنة الخماسية اجتماعاتها بالأفق نفسه وتحيّناً للحظة المناسبة لالتقاط تقاطعات مصالح متعددة لإنجاز الرئاسة قد تبقى من دون نتيجة، ما لم يكن المأزق بات كبيراً جداً والمسؤولية أكبر على عاتق الثنائي الشيعي أو ما لم تكن المخاوف كبيرة كذلك من عودة المرشح الجمهوري إلى الرئاسة الأميركية. يتحرك الفرنسيون وفق ما تنحو بعض المعطيات بناءً على انشغال أميركي بالانتخابات الرئاسية يفرض فراغاً قد يستمر طويلاً ولستة أشهر مقبلة بعد تسلم الرئيس الأميركي الجديد السلطة في أميركا بحيث يمكن الاستفادة من هذا الفراغ للدفع في انتخاب رئيس استناداً إلى الزخم الفرنسي وربما العربي كذلك. نادراً ما تتمتع تصريحات أو مواقف مسؤولي “الحزب” بالواقعية السياسية وفق الكلام الأخير الذي أدلى به الشيخ نعيم قاسم، بقوله “ليست لدينا خطة للمبادرة في حرب لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب وستكون الخسائر ضخمة بالنسبة إلينا وإليهم أيضاً”. ونقطة الثقل في هذا الموقف تتصل بأن “الحزب لا يرى الحرب ذات جدوى راهناً وأن الخسائر ستكون ضخمة بالنسبة إلينا” في إقرار لم يكن يرد في أدبيات الحزب باستثناء الكلام على الخسائر التي يتسبب بها هو لإسرائيل. يأمل البعض أن تصل الواقعية نفسها إلى خطاب الحزب مع الشركاء السياسيين في البلد وإزاء أزماته كذلك. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|