| ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
interviews | ||||||||||||||||||||||||||||
|
الموقف من إيران… مع أو ضدّ عنصر حاسم
الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4392 | 05-11-2024 |
07:17
الموقف من إيران… مع أو ضدّ عنصر حاسم صحيفة النهار – روزانا بومنصف لم يكن لدى أي من المرشحين الرئاسيين الأميركيين كامالا هاريس ودونالد ترامب هاجس الشرق الأوسط في أولوياتهما على رغم احتدام الحرب فيه على نحو يفرضه موضوعاً بارزاً في خطاباتهما ومواقفهما بالقدر الذي كان يتوقعه البعض في المنطقة أو الذي كانت جماعات الضغط المختلفة على قوتها أو ضعفها في أميركا تأمله. هذا لا يمنع الرهانات الكبيرة حتى من بلد صغير كلبنان لا يقع من ضمن المصالح الأميركية ولا يشكل أولوية في السياسة الأميركية في المنطقة إنما يمكن اعتبار أنه يقع في فئة أو تصنيف “الأضرار الجانبية”، إنما المهمة للسياسة الأميركية إزاء إيران في الدرجة الأولى وإزاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني . في الساعات الأخيرة السابقة للثلاثاء الكبير في الولايات المتحدة ، لفت المراقبين في ظل رفع إيران سقف تهديداتها باعتزامها توجيه ضربة حاسمة لإسرائيل وفق مواقف مرشدها الأعلى ، تسريب مواقف أخرى تتصل بعدم رغبة إيران في القيام بهذه الضربة قبل يوم الانتخابات تفادياً للتأثير عليها . كانت هناك إشارات في محطات عدة إلى المحورين الرئيسيين اللذين فرضا نفسيهما على الأجندة الأميركية في ضوء اضطرار إدارة الرئيس جو بايدن إلى التدخل في الوساطة لوقف الحرب في غزة وفي لبنان ما كفل وجود الحرب الإسرائيلية في الاتجاهين ودعم أميركا لإسرائيل المحور الأول ، فيما أن الهجومين الإيرانيين على إسرائيل في 14 نيسان و27 تشرين الأول الماضيين دفعا بقوة ملف إيران إلى الواجهة في موازاة التنافس الديموقراطي الجمهوري لدعم إسرائيل . المسائل أو المآسي الأخرى في المنطقة لم تطرح إطلاقاً حتى ما خص الانخراط الأميركي في ردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر على جدول خطابات أو مواقف أي من المرشحين . ويرد ديبلوماسيون مراقبون ذلك إلى واقع أن المصالح الأميركية المباشرة لم تكن على المحك فعلياً لا في هجمات الحوثيين ولا في اعتداءات التنظيمات الموالية لإيران في العراق على مواقع القوات الأميركية المتمركزة في المنطقة. التعليقات أو المواقف الأخيرة التي أدلى بها المرشح الجمهوري دونالد ترامب متحدثاً عن لبنان، لا يمكن اعتبارها مؤشراً على أي شيء باستثناء سعيه إلى حشد الناخبين اللبنانيين والعرب لمصلحة انتخابه في ظل تنافس شديد على الأصوات المرجحة بينه وبين المرشحة الديموقراطية هاريس. ففي ظل هذا التنافس المتقارب والحاد ، تكتسب الجماعات الانتخابية والمنظمة داخل أميركا والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً عاطفياً وأخلاقياً بالتطورات في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا وإيران وربما دول أخرى في المنطقة أهمية متعاظمة باعتبار أن أصواتها أياً يكن حجمها قد تؤثر على التصويت في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل ميشيغان وبنسلفانيا. وهذا ينسحب أيضاً بالمقدار نفسه وأكثر على الجماعات المؤيدة لإسرائيل كذلك فيما تتمتع هذه المجموعات بالقدرة على التأثير على نتائج نظام المجمع الانتخابي الأميركي الذي يحسم فوز أي من المرشحين. والمواقف التي أدلى بها ترامب وخص بها لبنان في الأيام الأخيرة تبدو متأثرة على نحو واضح بجهود صلة المصاهرة لعائلة لبنانية للرئيس الأميركي السابق، وهي تجتهد في هذا الإطار لحشد الدعم له وربما تنجح لاحقاً في إثارة اهتمام ترامب في حال فوزه ، علماً أن السياسة الخارجية الأميركية لا تتقرر على هذا النحو بل على قاعدة المصالح المباشرة الواضحة أو المضمرة للولايات المتحدة . ولذلك لا أحد يقارب الموضوع من هذه الزاوية، إنما من زاوية كيفية المقاربة الأميركية المقبلة مع إيران باعتبار أن هذه الأخيرة فاعلة ومؤثرة عبر نفوذها في لبنان من خلال “الحزب” ودفعه إلى حرب “وحدة الساحات” . ولا يبدو أن هناك خلافات جوهرية في مقاربة المرشحين الرئاسيين في الولايات المتحدة للموقف من إيران لجهة وجوب أن تمنع أميركا إيران من الحصول على سلاح نووي . وكل منهما انتقد تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة ان في دعم حركة “ح” في غزة أو “الحزب” في لبنان بالإضافة إلى دعم الضربة الانتقامية الأخيرة التي قامت بها إسرائيل ضد إيران ودعم كل منهما لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات التي تشكلها إيران. الاختلاف مرجح في الأسلوب علما أن هناك عوامل طارئة متعددة على المشهد الانتخابي الأميركي تذهب أبعد من الموقف المبدئي. ويمكن تعدادها أو شرحها لاحقاً . ولكن وعلى خلفية المقاربة من إيران ينقسم اللبنانيون وشعوب عربية أخرى على الأرجح على خلفية الاعتقاد بأفضلية تعامل ترامب مع إيران وتشدده إزاءها منذ إلغائه الاتفاق النووي معها في 2015 لمصلحة رغبته في إنجاز اتفاق أكثر تشدداً معها وضغوطه في هذا الإطار على غير الأسلوب الاستيعابي بنسبة كبرى لإدارة بايدن إيران، علماً أن تمييز هاريس نفسها عنه قد يدفعها في حال فوزها إلى مقاربة أكثر تشدداً . لكن يطغى على المشهد لدى الحزب الديموقراطي مقاربة إدارة الرئيس باراك أوباما التي تستكملها الإدارة الديموقراطية التي تفضلها إيران على ما يبدو على إدارة جديدة لترامب . وفي سياق متابعة الانتخابات الأميركية يتم تجاهل جانب آخر يتمثل في رصد أي حزب سيحصل على أغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأميركي، فيما أن هذه المسألة تكتسب أهمية بالغة في ممارسة الرئيس الأميركي الحكم . والانقسامات الحادة إلى جانب التنافس المقارب قد يفضي إلى استمرار ذلك على مستوى الكونغرس الأميركي أيضاً ما قد يبقي الأمور صعبة جداً في المرحلة المقبلة. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|