| ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
آراء وقراءات | ||||||||||||||||||||||||||||
|
الانتخابات الأميركية فرصة لتعزيز الأوراق! الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4361 | 04-11-2024 |
07:59
الانتخابات الأميركية فرصة لتعزيز الأوراق! صحيفة النهار- روزانا بومنصف كانت التسريبات التي رافقت وصول الموفدين الاميركيين بريت ماكغورك وآموس هوكشتاين الى اسرائيل لانجاز اتفاق وقف للنار بين لبنان واسرائيل غير واقعية قياسا الى استباقها ببضعة ايام موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية المرتقبة يوم الثلاثاء المقبل. لا بل انها كانت مفاجئة لعدد كبير من المراقبين الديبلوماسيين والسياسيين الذين افترضوا وجود اثمان كبيرة كضمانات وما الى ذلك قدمتها ادارة الرئيس جو بايدن الى رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو لاقناعه بالقبول باتفاق في هذا التوقيت معطوفا على هدنة في غزة كذلك، في حال كان سيعلن الاتفاق. الامر كان وعدا مرتبطا بقوة بالانتخابات الاميركية التي تثير قلقا كبيرا وتوترا في الولايات الاميركية نفسها كما في الخارج في ظل رهانات ومخاوف يتصل غالبها باحتمال فوز الرئيس السابق دونالد ترامب . ولكن الامر مرتبط ايضا بالرغبة في عدم بيع اي اوراق لادارة راحلة فيما ان هذه الاوراق قد تعطي زخما وتوفر اصواتا للمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس. فالبازار مفتوح على الاخذ والرد ولا يتعلق ضرورة وحصرا بتفاصيل الاتفاق حول تفسيرات للقرار 1701 علما ان هذا الامر مطروح بقوة على خلفية رغبة ” الله ” في العودة اولا الى ما قبل 7 تشرين الاول في الجنوب لا سيما في ضوء تجربة كانت الى حد كبير مقبولة للطرفين اي الحزب واسرائيل بين 2006 و2023 قبل حرب ” مساندة ” غزة، فيما تواصل اسرائيل الحرب تحت شعار استحالة العودة الى ما قبل عملية ” طوفان الاقصى “. وثانيا رغبة الحزب اكثر في النجاة كتنظيم سياسي وعسكري قادر على السيطرة على لبنان. ويمكن للمراقبين بسهولة رصد توتره ومخاوفه على الصعيد الداخلي لا سيما عبر اعلامه والاتهامات التي يوزعها على خصومه او تشكيكه بالجيش اللبناني في ظل الرفض المطلق لاعادة الحياة لمؤسسات الدولة المتمثلة في شكل اساس بانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة فاعلة في الوقت الراهن وما لم يحصل على وقف للنار . عدم جهوزية التوقيت لاتفاق في الايام السابقة على صلة مباشرة ايضا بالرهانات المتصلة بنتائج الانتخابات الاميركية اسرائيليا وايرانيا واقليميا في شكل عام وحتى دوليا . بات صعبا اكثر فاكثر تخيل حصول اتفاق في ظل تسريبات باعتزام ايران الرد على الضربة الاسرائيلية الاخيرة لها معطوفة على تسريبات بان ايران ستعمد الى استخدام العراق منطلقا لهجوم جديد لا يمكن لايران تفاديه بعد تبين الخسائر الكبيرة التي لحقت بها نتيجة الضربة الاسرائيلية . فعدا ان هذا الاحتمال في حال حصوله قد يستدرج العراق الى مواجهة مصير لبنان في هذه الحال وفق مخاوف لا تخفيها السلطات في العراق ، فان اتفاقا مع لبنان ينهي الحرب يبدو مستحيلا في هذا السياق ، لانه لا يعقل ان تتوقف او تقفل جبهة لبنان التي تستخدمها ايران لتعزيز موقعها التفاوضي في الوقت الذي تهدد بتوجيه ضربة جديدة لاسرائيل. فايران تتموضع قبيل الانتخابات الاميركية على نحو مباشر في اعلانها العزم على رد انتقامي ضد اسرائيل تزامنا مع التلويح بقدرتها على انتاج سلاح نووي والعودة عن فتوى تمنع ذلك وفق ما بات يطالب مسؤولون ايرانيون مرشد الجمهورية علي خامنئي . وهذا لا يعني حكما ان ايران سترد الهجوم على اسرائيل اذ يرى خبراء وديبلوماسيون ان قدراتها باتت اضعف على هذا المستوى ولكنها ترفع سقف التهديدات لاعتبارات عدة من بينها الرغبة في منع انفلات او استغلال اسرائيل ل” فراغ ” اميركي بحيث تشعر انها اكثر تحررا للقيام بما تريد خصوصا ضد ايران . والبعض يعتقد ان هناك خشية من ان هناك بطاقة بيضاء لاسرائيل من دول عدة غربية واقليمية للمضي قدما وعدم التوقف راهنا حتى فرض انهاك الحزب مع ضمانات بعدم قدرته على النهوض او عدم اتاحة المجال امام طهران للقيام بذلك في المدى المنظور . وتاليا ثمة مخاوف من ان تطلق الفترة المرافقة لبلبلة محتملة في نتائج الانتخابات الاميركية تتحضر لها الولايات المتحدة نفسها ، مساع عسكرية لدى القوى الاقليمية من اجل محاولة تثبيت اوراقها او تعزيزها . اذ يقول ديبلوماسيون ان التحذيرات التي اطلقتها الولايات المتحدة لايران من انها قد لا تتمكن من كبح جماح اسرائيل في حال هجوم ايراني عليها فضلا عن ارسالها تعزيزات عسكرية الى المنطقة تؤشر الى احتمال لا يمكن تجاهله . ومجمل هذا التموضع قد لا ينتهي ضرورة في هجوم ايراني جديد لا سيما ان محاذيره كبيرة وحدوده ايضا وفق ما اظهر الهجومان الايرانيان السابقان ، لكنه يساهم في محاولة ارساء واقع يتمثل في عدم الاستعداد لتقديم تنازلات جوهرية على خلفية ان اسرائيل عبر نجاحها في توجيه ضربات مؤلمة الى ايران او ايضا اضعاف ” حركة ح” في شكل كبير وكذلك اضعاف ” الحزب” سيكون متاحا لها املاء شروطها على ايران واذرعتها او امتداداتها في المنطقة. فهذا ما يتم مقاومته راهنا في شكل كبير قبيل وصول ادارة اميركية جديدة برئاسة هاريس او ترامب في وقت ليس خافيا ان فوز ترامب يخشى ان يثير أخطاراً جدية بالنسبة الى ايران وسيكون الوضع مقلقاً لها على نحو اضافي . المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|