| ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
لاجئين ومخيمات | ||||||||||||||||||||||||||||
|
النازحون من الحرب يشكّلون عبئاً إضافياً على البنى التحتية المتهالكة في بيروت الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4361 | 16-10-2024 |
19:35
كانت بيروت غارقة في الظلام حتى قبل بدء الحرب، وتفتقد الخدمات العامة وصيانة الطرق. اليوم ومع تدفّق عشرات آلاف النازحين إلى العاصمة، لم تعد البنى التحتية، المتهالكة أصلاً، قادرة على الاستيعاب. وفرّ مئات آلاف اللبنانيين خلال الأسابيع الأخيرة من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق المحسوبة على “الحزب”، والتي تتعرّض لغارات جوية إسرائيلية مكثّفة من منازلهم إلى مناطق أخرى. وفق “وكالة الصحافة الفرنسية”، نزح عشرات الآلاف إلى بيروت، حيث استأجروا شققاً سكنية، أو نزلوا عند أقارب وفي مراكز إيواء، أو بالنسبة للبعض، افترشوا الطرق والساحات العامة. يقول سائق تاكسي يدعى جمال عضاضة إن المدينة تحوّلت إلى “موقف سيارات” كبير بعدما كانت تشهد أصلاً أزمة سير. يقول الرجل الذي يعمل سائقاً منذ 25 عاماً، بينما يقود سيارته في شارع الحمراء التجاري المزدحم في غرب العاصمة: “خط السير هنا ينبغي أن يتسّع لسيارتين (…)، لكن السيارات ركنت يميناً ويساراً، وبالتالي لا يوجد إلا خط واحد، ما يسبب الزحمة”. بعد نحو عام من التصعيد بين “الحزب” وإسرائيل عبر الحدود اللبنانية، تحوّلت المواجهة إلى حرب مفتوحة منذ نحو الشهر، وكثّفت إسرائيل منذ 23 أيلول قصفها على مناطق واسعة، لا سيما في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت. يشرح الملازم أول فادي بغدادي من خلية إدارة الكوارث في محافظة بيروت أن “البنى التحتية في العاصمة باتت بحالة يرثى لها؛ لأن عدد الناس الموجودين فيها كبير جداً”. يقول إن عدد النازحين الموزّعين على 169 مركز إيواء تخطّى 55 ألفاً، في حين يعتقد أن نحو مائتي ألف نازح يقطنون منازل أو شققاً. يضيف أن هؤلاء “يحتاجون إلى مياه… وهناك كمية أكبر من النفايات، والحاجة إلى الصرف الصحي تزداد…” قبل الحرب والنزوح، كانت شوارع بيروت المليئة بالحفر والغارقة بالظلام ليلاً بفعل انقطاع الكهرباء، مزدحمة أصلاً، فوسائل النقل العامة في العاصمة شحيحة، ويعتمد السكان بشكل كبير على سياراتهم الخاصة أو سيارات الأجرة. تمتلئ شوارع العاصمة الآن بمزيد من السيارات والدراجات النارية. وركنت السيارات قرب بعضها بعضاً على الطرق في صفّ ثانٍ، أو أحياناً على الأرصفة. يقول بغدادي إن سيارات الإسعاف تواجه صعوبة أحياناً في الوصول إلى وجهتها بسبب هذه الفوضى. تراكمت النفايات كذلك في الشوارع في بلد كان شهد أزمة جمع نفايات قبل سنوات، ويرزح تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة منذ خمس سنوات شلّت الخدمات العامة، ودفعت شرائح كبيرة من المجتمع إلى حافة الفقر. يقول المدير العام لشركة “رامكو” لجمع النفايات في بيروت وليد بوسعد: “ازدادت كمية النفايات بكل تأكيد، لكن المشكلة لا تنحصر بهذا فحسب، بل يحول الازدحام دون مرور آلياتنا وسيارات النفايات في الطرق الداخلية لرفع الحاويات التي تحتوي على النفايات، وتفريغها”. يضيف: “نحاول طوال الوقت مع القوى الأمنية أن نتحدث مع الناس (في هذه الطرق)، لكن الاستجابة بطيئة للغاية، وأغلب الأشخاص لا يستجيبون لطلبات إزالة السيارات”. بالتالي، “تزداد النفايات دائماً وتخرج من الحاوية لتتبعثر حولها، وتصبح مهمة إزالتها من الأرض أصعب، وتستغرق وقتاً أكثر”، وفق قوله. شاهد صحافيو «وكالة الصحافة الفرنسية» عمال جمع النفايات وهم يحاولون جمع أكوام كبيرة من القمامة بالقرب من حاويات مكدسة، الأمر الذي استغرق وقتاً طويلاً، بينما كانت شاحنات لجمع النفايات تجد صعوبة بالغة في التحرك من دون صدم سيارات من حولها. ازداد بشكل ملحوظ عدد الشاحنات الخاصة بنقل المياه في شوارع العاصمة. فشبكة المياه في بيروت ضعيفة أساساً، ويعتمد كثير من السكان على قناني وغالونات المياه المعدنية للشرب، وعلى شاحنات تعبئة المياه للاستخدام المنزلي. ذكرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأسبوع الماضي أنها قدمت «172.500 لتر من المياه المعبأة، و2.2 مليون لتر من المياه المنقولة بالشاحنات» لدعم النازحين في الملاجئ بجميع أنحاء البلاد. يقول فؤاد السملاوي، الذي يعمل في شركة توزيع مياه، إن الطلب ازداد بشكل كبير على المياه في الأسبوعين الأخيرين. يضيف الرجل المصري الذي يعيش ويعمل في لبنان منذ ثلاثة عقود: “في السابق، كان يطلب منا نحو 20 نقلة في اليوم، حالياً هناك طلب على نحو 30 إلى 33 نقلة”. يوضح السملاوي، وهو يقف قرب شاحنات تعبئة المياه من محطة مياه في الجديدة على أطراف بيروت أن معظم عمليات التسليم هي إلى المدارس التي تحوّلت إلى ملاجئ، وأماكن أخرى تستضيف أعداداً كبيرة من النازحين. تضيف شركته مادة الكلور إلى المياه لتنقيتها من الجراثيم. ويقول: “يجب أن نلبّي الزبون (…) في الليل أو في النهار”. يقول الرئيس التنفيذي للاستدامة في الجامعة اللبنانية الأميركية إن شبكة المياه في بيروت “ترزح تحت ضغط كبير”. يضيف: «الطلب على المياه مرتفع جداً»، لكن «مستويات المياه الجوفية منخفضة كثيراً» بسبب تراجع نسبة الأمطار خلال فصل الصيف. يقطن بعض النازحين في مبانٍ مهجورة منذ وقت طويل تفتقر لإمدادات المياه، أو قد تكون أنابيب المياه فيها قديمة جداً تصبّ في مجاري مياه الأمطار بدلاً من شبكات الصرف الصحي. وفق «اليونيسف»، أُنشئ الجزء الأكبر من شبكة الصرف الصحي في بيروت «منذ عقود»، ما يجعلها “عُرضة للتشقق والانكسار بسبب القصف العنيف على المدينة”. أوضحت أن العدد الكبير من الأشخاص الإضافيين يزيد أيضاً من احتمال حدوث انسدادات وفيضانات في شبكة الصرف الصحي، مشيرة إلى أن الفيضانات تُشكّل “خطراً كبيراً على الصحة العامة”. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|