| ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
الوسط الإقليمي والدولي | ||||||||||||||||||||||||||||
|
الصحة العالمية: السعودية تعزز جهود مكافحة شلل الأطفال في غزة
الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4362 | 05-09-2024 |
08:44
الصحة العالمية: السعودية تعزز جهود مكافحة شلل الأطفال في غزة في وقت تتزايد فيه التحديات الإنسانية والصحية في مناطق النزاع، تبرز السعودية كأحد الداعمين الرئيسيين في جهود الإغاثة العالمية، فمع تفشي حالات الإصابة بشلل الأطفال في غزة، تتجلى روح التضامن السعودي في تقديم منحة سخية تبلغ 10 ملايين دولار لدعم جهود منظمة الصحة العالمية. تعكس هذه المبادرة التزام السعودية العميق بتحسين الأوضاع الصحية في المناطق المتأثرة بالصراعات، حيث تسعى إلى تقديم الإمدادات الطبية واللوجستية اللازمة لإنقاذ الأرواح، في هذا السياق، تتجلى أهمية التعاون الدولي في مواجهة الأوبئة والتحديات الصحية، مما يسلط الضوء على الدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه الدول في تعزيز الأمن الصحي العالمي. من جانبه، كشفت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لـ”العربية.نت” عن دور السعودية في دعم الاستجابة للاحتياجات الصحية والإنسانية في غزة، وهي من أكبر الداعمين لأعمال الإغاثة هناك، وهذا الدور سابقٌ على اكتشاف حالات الإصابة بشلل الأطفال في قطاع غزة، ويتجاوزه إلى العديد من أوجه الدعم والاستجابة. وأبانت: ومنذ آذار 2024، قدَّمت السعودية، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني، منحة سخية تبلغ 10 ملايين دولار، لدعم استجابة منظمة الصحة العالمية للأزمة، وتوفير الإمدادات الصحية الطارئة المنقِذة للحياة وكل أشكال الدعم اللوجستي المرتبط بها، للحد من معدلات المرض والوفيات في غزة. وذلك في إطار تمويل أكبر قدمه المركز لعدة منظمات دولية شريكة لنا في جهود الاستجابة، هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والفاو. وبلغ حجم التمويل المقدم للمنظمات الأربع في حينه 45 مليون دولار أميركي. مجال الصحة العالمية وأضافت بلخي: نحن في المنظمة ممتنُّون لدور السعودية وإسهاماتها المهمة في مجال الصحة العالمية، عن طريق دعم استئصال شلل الأطفال والاستجابة للطوارئ ليس في غزة وحدها، بل في العديد من مناطق الصراعات، أما في غزة، فقد أسهم التمويل الذي تقدمه السعودية في دعم عمليات نقل اللوازم الطبية إلى داخل القطاع، وشراء المعدات الطبية والإمدادات والأدوية، وتوزيعها على المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية والنقاط الطبية الطارئة في أماكن إيواء النازحين، وأسهم الدعمُ كذلك في تمويل شراء الوقود للوفاء باحتياجات المستشفيات وتمكينها من استئناف الوظائف الأساسية والحيوية، ودعم خدمات الإسعاف والإجلاء الطبي. وخلال الحوار الاستراتيجي الأول العالي المستوى بين المملكة العربية السعودية ومنظمة الصحة العالمية، والذي عقد في الرياض مؤخراً، أبدت السعودية استجابة كريمة لطلب المنظمة رفع مستوى التعاون الاستراتيجي والارتقاء بتمويل الاستثمار الصحي إقليمياً وعالمياً لمستويات غير مسبوقة تضعها في مصاف الدول المانحة الأعلى تمويلاً لأعمال المنظمة والأكثر استمرارية على الإطلاق. شلل الأطفال في غزة وتذكر البلخي: في الفترة من 22 إلى 29 تموز 2024، أُبلِغَت وزارة الصحة عن ثلاث حالات إصابة بالشلل الرخو الحاد، في أعقاب الجهود التي بذلتها المنظمة لتعزيز ترصُّد فيروس شلل الأطفال في غزة، وقد نَسَّقت المنظمة نقل عينات من غزة إلى القدس لاختبارها في المختبر الوطني المعتمَد من المنظمة لشلل الأطفال في الأردن.. واستنادًا إلى النتائج الأولية للاختبارات، أبلَغَت وزارةُ الصحة في أغسطس 2024 عن اكتشاف فيروس شلل الأطفال لدى طفل لم يحصل على التطعيم يبلغ من العمر 10 أشهر، وهي حالة مصابة بالشلل الرخو الحاد في دير البلح بقطاع غزة. وسيحدد التسلسل الجيني، الذي لم يُجرَ بعدُ، خصائص فيروس شلل الأطفال المكتَشَف. وتابعت الحديث: وفي الوقت نفسه، كانت النتائج المختبرية على عينات من الحالتين الأخريين من حالات الرخو الحاد المُبلَغ عنها، وكانت قيد الاستقصاء، سلبية من حيث الإصابة بفيروس شلل الأطفال. ويَسَّرت منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرون اختبار العينات.. ويجري حاليًّا بذْل جهود كبيرة لتعزيز ترصُّد فيروس شلل الأطفال وتوسيع نطاق ذلك الترصُّد، من خلال خطة لاستعادة وتعزيز ترصُّد شلل الأطفال، والتمنيع الروتيني. وفي إطار هذه الجهود، أجرت المنظمة، بالتنسيق مع وزارة الصحة، تدريبًا للمدربين في أوائل أغسطس لتوعية المسؤولين الصحيين الرئيسيين والعاملين الصحيين بالكشف عن حالات الشلل الرخو الحاد المشتبه فيها، والإبلاغ الفوري عنها. وسيقدِّم المشاركون المدربون تدريبًا توعويًّا بشأن ترصُّد الشلل الرخو الحاد للعاملين الصحيين في المرافق الصحية المعنية في جميع أنحاء غزة. جهود احتواء المرض وتبين بلخي أنه من المتوقع إطلاق جولتين من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في نهاية أغسطس وبداية ايلول 2024 في جميع أنحاء قطاع غزة، لمنع انتشار فيروس شلل الأطفال الدائر من النمط 2، الذي اكتُشِف في عينات مياه الصرف الصحي، التي جُمِعَت من مواقع بيئية في خان يونس ودير البلح في تموز 2024. وخلال كل جولة من جولات الحملة، ستقدم وزارةُ الصحة الفلسطينية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والشركاء، اللقاحَ الفموي الجديد المضاد لفيروس شلل الأطفال (nOPV2) من النمط 2 إلى أكثر من 640000 طفل دون سن العاشرة. وسيُسلَّم أكثر من 1.6 مليون جرعة من هذا اللقاح إلى قطاع غزة في إطار الحملة. ولضمان إطلاق حملة عالية الجودة لمكافحة شلل الأطفال، تُجرِي المنظمة حاليًّا تدريبًا للمدربين للفِرَق الأساسية، الذين سيواصلون تقديم هذه التدريبات وصولًا إلى القائمين بالتطعيم والمشرفين في أدنى المستويات الإدارية. وقد قدمت جميع الدول الأعضاء في إقليم شرق المتوسط، ومنها المملكة العربية السعودية، دعمًا للاستجابة لعمليات الكشف عن فيروس شلل الأطفال في الأرض الفلسطينية المحتلة، بهدف الوقاية من انتشاره والحد م خطر معاودة ظهوره. مواجهة العقبات واستطردت بلخي: لا شك لدينا أن عددًا كبيرًا من كبار المانحين، ومن هؤلاء السعودية، مستعدون لمساندة جهود الإغاثة والاستجابة جنبًا إلى جنب مع منظمة الصحة العالمية وسائر الشركاء، لاحتواء أي تفشٍّ محتمَل لشلل الأطفال، لكننا جميعًا نواجه عقبات شديدة تصعِّب مهمتنا، وتعرقل جهودنا المشتركة. وكما قلت لكم آنفًا، لقد دخلتُ القطاع ولمست بنفسي نوع الصعوبات والعقبات التي تواجه أعمالنا على أرض الواقع، ومن أهمها اضطرارُ السكان إلى النزوح المتكرر فرارًا من أعمال العنف، وغياب الأمن والأمان، والافتقار للحد الأدنى من متطلبات الحياة، وكذلك ظروف الازدحام الشديد، ونقص المياه النظيفة، والتعرض المتكرر لمياه الصرف الصحي، وتلوُّث البراز، وهي تُعدُّ كلها ظروفًا مثالية لانتقال فيروس شلل الأطفال وغيره من الأمراض المُعدية. ونظرًا للاضطرابات الشديدة التي لحقت بنُظُم الصحة والمياه والصرف الصحي في قطاع غزة، يلزم توفير ما لا يقل عن 95% من التغطية بالتطعيم خلال كل جولة من جولات حملة مكافحة شلل الأطفال، لمنع انتشار شلل الأطفال، والحد من خطر معاودة ظهوره. ولكن حتى يتسنَّى إجراء جولتَين من حملة التلقيح، تطلب منظمة الصحة العالمية واليونيسف من جميع أطراف النزاع وقْف القتال لأغراضٍ إنسانية في قطاع غزة سبعة أيام. ومن شأن التوقف عن القتال على هذا النحو أن يتيح للأطفال والأسر الوصول الآمِن إلى المرافق الصحية، ويتيح أيضًا للعاملين في مجال التوعية المجتمعية الوصولَ إلى الأطفال الذين لا يستطيعون الوصولَ إلى المرافق الصحية للتطعيم ضد شلل الأطفال. وبدون توقف القتال لأغراضٍ إنسانية، لن يكون تنفيذ الحملة مُمكنًا. وتشمل الاحتياجات الأخرى لنجاح الحملة توفيرَ ما يكفي من التمويل والوقود وشبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية العاملة، لإبلاغ المجتمعات المحلية بمعلومات عن الحملة. إننا نرفع كل هذه الرسائل إلى الأطراف المعنية، على أمل أن نتمكن من التغلب على هذه التحديات للوصول بلقاحات شلل الأطفال إلى كل طفل ينبغي تطعيمه في غزة، ولإجراء ترصُّد لفيروس شلل الأطفال. خطط مواجهة العدوى وخلال حديث بلخي لـ”العربية.نت” قالت: كان من دواعي سروري أن أشارك في الجلسة الافتتاحية لحلقة عمل استضافها مركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني لتفعيل دعم المملكة العربية السعودية للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.. وأقول بكل التقدير والامتنان إن التعهد السخي من جانب المملكة العربية السعودية بتقديم 500 مليون دولار على مدى خمس سنوات لدعم المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال خلال مرحلة حاسمة من جهود القضاء على شلل الأطفال سيكون مفيدًا في جعل العالم خاليًا من شلل الأطفال والمساعدة في بناء القدرة على الصمود في مجال الصحة العامة لدى الفئات الأكثر ضعفا.. إنني ملتزمة كل الالتزام بضمان أن تترجم مساهمات المملكة العربية السعودية إلى قصة نجاح في استئصال شلل الأطفال في الإقليم ليصبح خالياً من شلل الأطفال وذلك من خلال بناء برامج تمنيع قوية وأنظمة ترصد فعالة. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|