ترامب وهاريس في أول مناظرة تلفزيونية
 

تواجه كامالا هاريس دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، في مناظرة تلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية تثير ترقبا هائلا، ستكشف عن التعارض التامّ في الخطاب بين المدعية العامة السابقة المعروفة بحزمها، ورجل الأعمال الثري الذي اشتهر بأسلوبه التهكّمي.

ستجري المناظرة بين ترامب (78 عاما) وهاريس (59 عاما)، في فيلادلفيا المدينة التي تعتبر مهد الديمقراطية الأميركية والواقعة في بنسلفانيا.

صلت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إلى فيلادلفيا الإثنين عشية المناظرة. وهبطت الطائرة الرئاسية الثانية عصر الإثنين في مطار هذه المدينة الرئيسية في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة. ومن المقرّر أن يصل الملياردير الجمهوري إلى فيلادلفيا مساء الثلاثاء قبل بضع ساعات من المناظرة.

سيكون هذا أول لقاء بين نائبة الرئيس جو بايدن التي دخلت السباق متأخرة والرئيس الجمهوري السابق، في مناظرة تنظمها شبكة “إيه بي سي” ABC التلفزيونية بدءاً من 21:00 بالتوقيت المحلي وتستمر لـ90 دقيقة.

 

ولدونالد ترامب، خبرة في هذا النوع من المواجهات إذ ستكون هذه مناظرته التلفزيونية السابعة.

مناظرات ترامب السابقة

وتبقى بعض لحظات مناظراته السابقة مطبوعة في أذهان الأميركيين، بدءا بإعلانه الشهير خلال مواجهته مع هيلاري كلينتون عام 2016 بأن منافسته الديموقراطية في حينه يجدر أن تكون “في السجن”.

غير أن أشهر مناظراته تبقى مناظرته الأخيرة مع بايدن في يونيو، والتي أدت إلى انسحاب الرئيس الديمقراطي من السباق بعد أداء كارثي.

ويبقى السؤال المطروح الآن، كيف سيتصرف ترامب في مواجهة منافسة جديدة ينعتها بشكل متكرر بـ”الماركسية” و”الشيوعية”؟

لم يكشف قطب العقارات السابق سوى معلومات ضئيلة جدا عن الاستراتيجية التي سيتبعها.

قال ببساطة خلال لقاء مع ناخبين مطلع سبتمبر “سأدعها تتكلم” مضيفا “يمكنكم الحضور مع كل الاستراتيجية التي تريدون، لكنه يتعين عليكم التكيف مع الأجواء” خلال المناظرة.

وإذ يعتدّ ترامب بأنه ليس بحاجة إلى تحضيرات خاصة، أقر بأن “لدي اجتماعات حول المسألة، نناقش الأمر، لكن لا يمكن القيام بالكثير”.

هاريس بمواجهة بايدن في 2019

هاريس من جانبها وصلت بصورة ما إلى حيث هي الآن بفضل مناظرة خاضتها في 27 تموز 2019 أمام المرشحين في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية، وكان بينهم جو بايدن.

استقطبت لحظة محددة من المواجهات في ذلك اليوم الانتباه، حين أخدت السناتورة السابقة عن كاليفورنيا على نائب الرئيس السابق في عهد باراك أوباما معارضته في السبعينات لبرنامج يهدف إلى تشجيع الاختلاط والحد من الفصل العنصري، كان يقضي بنقل تلاميذ في حافلات إلى مدارس بعيدة، وهو برنامج استفادت منه حين كانت طفلة.

أسكتت هاريس بايدن قائلة له “تلك الطفلة (في الحافلة)، كانت أنا”.

لم ينجح ردّها في إنقاذ حملتها التي أوقفتها قبل موعد الانتخابات التمهيدية، إلا أنه سلط الأضواء ولو بصورة موقتة على كامالا هاريس، واختارها بايدن لاحقا مرشحته لنيابة الرئاسة.

في 21 تموز، حين سحب الرئيس ترشيحه لولاية ثانية، اختار تأييد نائبته لتكون في حال فوزها أول امرأة سوداء ومن أصول جنوب آسيوية تتولى الرئاسة.

برزت هاريس في مناظرة أخرى دارت في 7 تشرين الأول 2020 بينها وبين المرشح لمنصب نائب الرئيس على تذكرة ترامب مايك بنس.

نهرت منافسها بسطوة هادئة قائلة له مرّتين “سيّد نائب الرئيس، إنني أتكلم”.

“تصرف كريه”

استرجع ترامب أخيرا تلك اللحظة قائلا إنها تصرفت بشكل “كريه” حيال نائبه السابق، ولو أنه على خلاف علني معه مذ دعا أنصار الرئيس السابق إلى “شنقه” عند اقتحامهم مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.

ردد المرشح الجمهوري أن كامالا هاريس “كريهة”، في تعليق على جلسة استماع في الكونغرس في 2018، حين وجهت انتقادات لاذعة إلى بريت كافانو، مرشح ترامب للمحكمة العليا في وقت كانت سناتورة.

 

حظي سجالهما الحاد في ذلك الحين بتغطية إعلامية وافية واقتبست مشاهده أخيرا في مقطع فيديو تم بثه خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي أعلن رسميا ترشيح هاريس للبيت الأبيض، مثيرا الضحك والتصفيق.

يفضل أنصار نائبة الرئيس التغاضي عن مداخلات أخرى غير ناجحة لمرشحتهم.

وفي 2019، عجزت هاريس عن الرد على هجمات مرشحة أخرى للانتخابات التمهيدية الديموقراطية هي تالسي غابارد حول حصيلتها كمدعية عامة.

أفادت تقارير إعلامية أخيرا أن غابارد التي انتقلت إلى المقلب الجمهوري من الساحة السياسية الأميركية، تعمل حاليا على تحضير ترامب لمواجهته المرتقبة مع هاريس الثلاثاء.

على الرغم من الآراء المختلفة حول مدى تأثير المناظرات الرئاسية على قرارات الناخبين، إلا أنّ بإمكانها حتما أن أن تتسبب أحيانا بزلازل سياسية.

سيكون بايدن الذي مرّ أكثر من شهرين على انسحابه من السباق، في طليعة متابعي المناظرة، وفق ما أعلنت المتحدثة باسمه كارين جان-بيار.