| ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
رياضة | ||||||||||||||||||||||||||||
|
نيمار.. صدمة جديدة في رحلة استعادة الكبرياء الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4362 | 08-11-2024 |
07:26
أحيانا ما يقود الطموح بعض النجوم في عالم كرة القدم إلى اتخاذ قرارات جريئة في مشوارهم، دون أن تكون لديهم رؤية واضحة لما يخبئه لهم المستقبل في طياته، لكن لحظة اتخاذ القرار تبقى نقطة فاصلة في مسيرة هؤلاء النجوم، إما أن تقلب مسارهم رأسا على عقب، أو أن تحمل مفاجآت سارة. في تموز 2017 فجر البرازيلي نيمار مفاجأة من العيار الثقيل بالانتقال من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، لتكون واحدة من أبرز قصص الانتقالات في تاريخ اللُعبة ليس فقط للقيمة المالية الضخمة للصفقة “222 مليون يورو”، ولكن أيضا لقبول نيمار هذا التحدي الذي يخرجه من جنة برشلونة إلى رحلة البحث عن المجهول، مع مشروع فريق يسعى لأن يكون مناطحًا للكبار دون ضمانات واضحة للنجاح. وعلى مدار 6 سنوات في باريس نجح نيمار في حصد 14 لقبًا محليًا دون أن يتذوق طعم النجاح القاري الذي كان قد عرفه لأول مرة بقميص برشلونة، وساهم رفقة ليونيل ميسي ولويس سواريز في وصول البارسا إلى منصة التتويج في دوري أبطال أوروبا عام 2015. قرر نيمار في صيف 2023 أن يكتفي بما حققه مع باريس، ليتخذ خطوة أخرى بالانتقال للهلال السعودي في صفقة بلغت 90 مليون يورو. ربما قاد الطموح وقتها نيمار لأن يثبت أنه مازال لديه ما يقدمه، وأن إمكانية تحقيق إنجازات مع الفريق السعودي محليًا وقاريًا ستعيده إلى الواجهة من جديد، لاسيما بعدما انفض من حوله أعمدة مشروع فريق الأحلام في باريس، ورحيل ميسي صوب الدوري الأمريكي وأيضا ابتعاد النجوم واحدًا تلو الآخر مثل كافاني ودي ماريا وإيكاردي وتياجو سيلفا وغيرهم. ومع الهلال جاء الساحر البرازيلي مرتكزا على اسمه وتاريخه، لكن البدايات لم تكن متوهجة كما توقع البعض، فقد افتقد اللاعب التأثير المطلوب قبل أن يصطدم بضربة قوية متمثلة في إصابته بالرباط الصليبي التي لحقت به رفقة منتخب بلاده خلال مباراة أوروجواي في تصفيات كأس العالم، خلال أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. ظل نيمار بعيدًا عن حسابات الهلال طيلة عام كامل، ما بين تعافي وتأهيل من الإصابة، قبل أن يعود ويظهر لدقائق في مباراة العين بدوري أبطال آسيا، ومثلها في مباراة استقلال طهران الإيراني قبل أن يتعرض لإصابة جديدة، هذه المرة عضلية ليتجدد غيابه عن الفريق. النجم البرازيلي كان يحدوه الطموح لتعويض ما فاته سواء مع الهلال بشكل خاص وغيابه الطويل للإصابة، أو في مسيرته بشكل عام، وبالتحديد منذ رحيله عن برشلونة، كي يثبت أن اختياراته لم تكن كارثية مثلما تبدو قياسا بالنتائج وما آلت إليه التجارب التي خاضها بعد الرحيل عن كامب نو. البحث عن الذات نيمار رغم ابتعاده عن البارسا إلا أن اسمه ظل مطروحا للعودة إلى النادي الكتالوني في أكثر من مناسبة، خاصة بعد عودة خوان لابورتا رئيس النادي الحالي، قبل أن يتم نفي تلك الأنباء بشكل واضح، والتأكيد على أنه لا سبيل لعودة النجم البرازيلي إلى برشلونة من جديد. ربما كان طموحا شخصيا من نيمار أن يعود إلى بيته القديم ومحطته الأولى في أوروبا، لكن كُل السبل كانت موصدة، ليكون البديل هو السعي لأن يثبت جودته في تجاربه الجديدة وإثبات أن لازالت لمساته الساحرة حاضرة وبقوة، لكن لعنة الإصابات كتبت صفحات عديدة من الفشل في مسيرة نجم السامبا. تاريخ من الإصابات لعل رحلة نيمار في البحث عن الذات قد اصطدمت بمعوقات كثيرة، فقد عانى اللاعب الموهوب، من إصابات أبعدته عن الملاعب لفترات ليست بالقصيرة، سواء مع باريس سان جيرمان أو منتخب البرازيل أو الهلال مؤخرًا. ويكفي القول بأن نيمار قد غاب عن 195 مباراة للهلال وباريس والبرازيل، خلال فترات إصابته – بحسب موقع ترانسفير ماركت – وهو عدد يفوق 3 أضعاف ما غابه مع برشلونة على سبيل المثال في الفترة التي وصل فيها إلى قمة مستواه. ويبلغ عدد أيام غياب نيمار عن الملاعب بسبب الإصابات المتكررة 1113 يوما، وهي فترة مُرعبة بالنسبة للاعب كان من المفترض أنه يناطح الكبار في الفوز بالكثير من الجوائز الفردية. أقل من التوقعات كان من الطبيعي أن تنقلب جماهير الهلال أو أغلبها على الأقل ضد نيمار بسبب عدم استفادة الفريق منه، فإلى جانب بعض تصرفاته الاستفزازية مثل حضور الحفلات والسفر بشكل متكرر وحضور مباريات منتخب بلاده في كوبا أمريكا الأخيرة، فإن التجربة برمتها لا تناسب القيمة المالية كأغلى صفقات الهلال وواحد من أغلى لاعبي الدوري السعودي. أيضا جاء عدم قيده في قائمة الفريق محليًا الصيف الماضي كوضع طبيعي لاستمرار فترة التأهيل للنجم البرازيلي وعدم اكتمال جاهزيته حيث لم يكن من المتوقع أن يعود مع بداية الموسم، بل أن الزعيم استغنى عن برازيلي آخر وهو ميشايل ديلجادو على أمل أن يعود نيمار سريعا، ثم عاد ليضم مهاجم آخر من أبناء السيليساو وهو ماركوس ليوناردو. ومع اقتراب فترة التسجيل الشتوي، تلقى فكرة إعادة قيد نيمار معارضة واضحة من أنصار الهلال وحتى من بعض الخبراء الذين يرون أن تأثير اللاعب مع الفريق محدود للغاية. بدائل أفضل ما يزيد من معاناة نيمار ويوصم تجربته مع الهلال بالفشل، أن جورجي جيسوس مدرب الزعيم، على الصعيد الفني ليس بحاجة إلى نيمار، فمنظومة العمل دون النجم البرازيلي تسير بشكل أفضل، وربما لا يوجد مكان له في كتيبة الازرق الهجومية. جيسوس يميل بشكل واضح لثلاثية مالكوم – سالم – ميتروفيتش ، مع الدعم بسافيتش ونيفيز من الوسط، ووجود ليوناردو كبديل أثبت نفسه في وقت قصير مع الفريق محليًا وآسيويًا. ونجح جيسوس بهذه التوليفة في السيطرة على جميع البطولات المحلية بالموسم الماضي، ولا يزال يسير بخطى رائعة هذا الموسم. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|