| ||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||
صحافة إذاعة وتلفزيون | ||||||||||||||||||||||||||
|
“نيويورك تايمز”: نصرالله تجاهل تحذيرات مساعديه في 27 أيلول الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4405 | 31-12-2024 |
07:22
“نيويورك تايمز”: نصرالله تجاهل تحذيرات مساعديه في 27 أيلول بعد أكثر من شهر على انتهاء الحرب الإسرائيلية في لبنان، وما نتج منها من خسائر جمّة مُني بها “الحزب”، لا تزال كواليس الحرب تتكشّف تباعاً، وبخاصة تلك المتعلّقة بأساليب إسرائيل التجسسيّة على “الحزب” واختراقه العمود الفقري للتنظيم، وصولاً إلى اغتياله قائده السابق السيد نصرالله. في تقرير مطوّل لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، نقلت الصحيفة معلومات استخباراتية جمعتها إسرائيل وشاركتها لاحقاً مع حلفائها الغربيين، تفيد بأنّ “نصرالله لم يكن يعتقد أن إسرائيل ستقتله حتى لحظة اغتياله”. تقول الصحيفة: “بينما كان نصرالله مختبئاً داخل قلعة لـ”الحزب” على عمق 40 قدماً تحت الأرض في 27 أيلول 2024، حضّه مساعدوه على الانتقال إلى مكان أكثر أماناً، لكنّه تجاهل الأمر، وفي رأيه، فإنّ إسرائيل لم تكن مهتمة بحرب شاملة في لبنان”. وبحسب المعلومات الاستخباراتية، فإنّ “نصرالله لم يدرك أنّ وكالات التجسس الإسرائيلية كانت تتعقّب كلّ تحركاته لسنوات”. تصف “نيويورك تايمز” عملية اغتيال نصرالله بآلاف الأرطال من المتفجرات “بمثابة تتويج لهجوم إسرائيلي دام أسبوعين، إذ جمعت الحملة الإسرائيلية بين السحر التكنولوجي السرّي والقوة العسكرية الغاشمة، بما في ذلك تفجير أجهزة (البيجر) من بُعد وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها عناصر “الحزب”، فضلاً عن القصف الجوي المدمّر بهدف تدمير آلاف الصواريخ والقذائف القادرة على ضرب إسرائيل”. تتابع الصحيفة: “لقد كانت هذه العملية نتيجة لعقدين من العمل الاستخباراتي المنهجي استعداداً لحرب شاملة توقّع كثيرون اندلاعها في نهاية المطاف”. ويكشف التحقيق الذي أجرته “نيويورك تايمز”، استناداً إلى مقابلات مع أكثر من عشرين مسؤولاً إسرائيليّاً وأميركيّاً وأوروبيّا حاليّاً وسابقاً، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة العمليات السرّية، عن “مدى اختراق الجواسيس الإسرائيليين لـ”الحزب”… فقد جنّدوا أشخاصاً لزرع أجهزة تنصّت في مخابئ “الحزب”، وتتبعوا الاجتماعات بين أحد كبار القادة وزوجاته الأربع، وكان لديهم رؤية شبه دائمة لتحركات قادة الحزب”. تكشف الصحيفة ما أسمته “قصة اختراقات الحزب”، وذلك “كما حدث في عام 2012 عندما سرقت الوحدة 8200 الإسرائيلية كنزاً من المعلومات، بما في ذلك تفاصيل عن مخابئ القادة السرّية وترسانة المجموعة من الصواريخ والقذائف”. بحسب الصحيفة، فإنّ “التركيز الاستخباراتي المكثف على “الحزب”، يُظهر أن قادة إسرائيل يعتقدون أنّ “الحزب” يشكّل أكبر تهديد وشيك لها. ولكن “حماس” في قطاع غزة، وهي الجماعة التي اعتقدت الاستخبارات الإسرائيلية أنها لا تملك الاهتمام ولا القدرة على مهاجمة إسرائيل، هي التي شنّت هجوماً مفاجئاً في 7 تشرين الأول (أكتوبر)”. كانت إسرائيل في مواجهة مع السيد نصر الله وكبار قادته في “الحزب”، لعقود من الزمان. وخلصت تقييمات الإستخبارات الإسرائيلية إلى أنّ “الأمر سيستغرق سنوات، وربما أكثر من عقد من الزمان، حتى يتمكّن “الحزب” من إعادة بناء نفسه بعد مقتل قادته، إذ إنّ مجموعة القادة الذين يتولون المسؤولية الآن لديهم خبرة قتالية أقل بكثير من الجيل السابق”. وقال العميد شمعون شابيرا، السكرتير العسكري السابق لنتنياهو ومؤلف كتاب “الحزب: بين إيران ولبنان”: “لا يمكن لـ”الحزب” أن يستمر في الحصول على الدعم والتمويل من إيران دون أن يكون في حرب ضدّ إسرائيل. هذا هو سبب وجود الحزب”. أضاف: “سوف يعيدون تسليح أنفسهم وإعادة بناء أنفسهم”. “إنها مسألة وقت فقط”. إسرائيل تبني شبكة من المصادر كانت حرب 2006 بين إسرائيل و”الحزب” بمثابة طريق مسدود دامٍ. فقد انسحبت إسرائيل من لبنان بعد 34 يوماً من القتال، والذي بدأ بعد أن اختطف “الحزب” وقتل جنديين إسرائيليين. وكانت الحرب، التي لم تُحقّق أهداف إسرائيل، بمثابة إذلال، مما أجبر تشكيل لجنة تحقيق واستقالة كبار الجنرالات ومحاسبة داخل جهاز الأمن الإسرائيلي حول جودة استخباراته. ولكن العمليات أثناء الحرب، القائمة على جمع المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية، شكّلت الأساس للنهج اللاحق للبلاد. ووفقاً لثلاثة مسؤولين إسرائيليين سابقين، فقد “زرعت إحدى العمليات الإسرائيلية أجهزة تعقّب على صواريخ “فجر” التابعة لـ”الحزب، والتي أعطت إسرائيل معلومات عن الذخائر المخبّأة داخل القواعد العسكرية السرّية ومرافق التخزين المدنية والمنازل الخاصة. وفي حرب 2006، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية المواقع، ما أدّى إلى تدمير الصواريخ”. في السنوات التي أعقبت الحرب، أظهر نصرالله “ثقته في قدرة “الحزب” على الفوز في صراع آخر ضدّ إسرائيل، مشبّهاً إيّاها بـ”بيت العنكبوب” التي تُهدّد من بعيد ولكن يمكن تجاهلها بسهولة”. وفقاً لعشرة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين حاليين وسابقين، فإنّه “مع إعادة بناء قدرات “الحزب”، وسَّع الموساد، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي، شبكة من المصادر البشرية داخل الحزب. وقام الموساد بتجنيد أشخاص في لبنان لمساعدة “الحزب” في بناء منشآت سرّية بعد الحرب”. وقال مسؤولان إنّ “مصادر الموساد زوّدت الإسرائيليين بمعلومات حول مواقع المخابئ وساعدت في مراقبتها”. بحسب التقرير، فقد “تبادل الإسرائيليون عموماً معلومات “الحزب” مع الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين”. وتتابع الصحيفة تقريرها: “جاءت لحظة مهمّة في عام 2012، عندما حصلت الوحدة 8200 على كنز من المعلومات حول أماكن وجود قادة “الحزب” ومخابئهم وبطاريات الصواريخ والقذائف التي تمتلكها المجموعة”، وذلك نقلاً عن خمسة مسؤولين دفاعيين إسرائيليين وسابقين وأوروبيين. وأثارت هذه العملية ثقة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في أنّ الجيش الإسرائيلي قادر على المساعدة في تحييد قدرة “الحزب” على الردّ إذا ما نفّذ نتنياهو تهديداته بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية. خلال السنوات التي تلت ذلك، عملت أجهزة التجسس الإسرائيلية على صقل المعلومات الإستخباراتية التي تمّ جمعها من العملية السابقة لإنتاج معلومات يمكن استخدامها في حالة اندلاع حرب مع “الحزب”. ووفقاً لمسؤولين دفاعيين إسرائيليين على اطّلاع بالمعلومات الاستخباراتية، “عندما انتهت حرب عام 2006، كانت إسرائيل تمتلك (محافظ أهداف) لما يقرب من 200 من قادة “الحزب” وعملائه ومخابئ الأسلحة ومواقع الصواريخ. وبحلول الوقت الذي أطلقت فيه إسرائيل حربها في سبتمبر (أيلول)، كان عددهم عشرات الآلاف”. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|