| ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
تغطية للإنتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية | ||||||||||||||||||||||||||||
|
ترمب يتسيّد البيت الأبيض مجدداً.. سوابق تاريخية وتجربة متكررة بعد 132 عاماً
الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4349 | 06-11-2024 |
21:54
ترمب يتسيّد البيت الأبيض مجدداً.. سوابق تاريخية وتجربة متكررة بعد 132 عاماً بثبات سار المرشح الجمهوري دونالد ترمب الى البيت الأبيض لولاية ثانية مكرراً سيناريو الفوز الذي حققه في العام 2016 على غريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون، واليوم ها هو يطيح بالمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. ترمب الذي حفلت ولايته الأولى بالأحداث، والانتقادات، يعود ليتسيّد البيت الأبيض مثقلاً بتهم جنائياً في سابقة في تاريخ رؤساء الولايات. واللافت في ولاية ترمب الجديدة أيضاً، انه حذا حذو الرئيس غروفر كليفلاند الذي حقق هذا الإنجاز قبل نحو 132 سنة. رجل الأعمال المشهور بثرائه، عرف بتصريحات ومواقف مثيرة للجدل كإعادة احتلال العراق، ووقف دخول المسلمين إلى أميركا، وهي تصريحات عززتها قوته المالية والاقتصادية. المولد والنشأة ولد دونالد ترمب يوم 14 حزيران 1946 في مدينة نيويورك، وهو الرابع في أسرة مكونة من خمسة أطفال لأبوين من أصول ألمانية وأسكتلندية. وكان والده يعمل ببناء الشقق السكنية في نيويورك وتشييد مساكن العسكريين الأميركيين ومن عمله هذا كوّن ثروته. وقد أثر في تكوين شخصية ابنه دونالد حتى اختار العمل في العقارات تأسيا به وعدّه مصدر إلهامه وتوفي والده عام 1999. يكبر دونالد أخاه فريد، الذي كان يطمح لأن يصبح طيارا إلا أنه توفي بسبب إدمانه شرب الخمر وهو في الـ43 من عمره، مما جعل دونالد ترمب يبتعد عن الخمر والسجائر في حياته. زوج عام 1971 من إيفانا عارضة الأزياء ثم طلقها عام 1990. وله منها 3 أبناء وهم: دونالد الابن، وإيفانكا وإريك. ويعملون جميهم في مواقع مهمة في مؤسسة والدهم. زواجه الثاني كان من الممثلة مارلا ميبليز عام 1993 ثم انفصل عنها عام 1999 ورزق منها بطفلته تيفاني. تزوج ترمب مرة ثالثة من العارضة ميلانيا كناوس عام 2005 ورزق منها بطفل أسماه بارون وليام. الدراسة والتكوين تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست في فورست هيلز بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. ولما بلغ الثالثة عشرة التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، حيث حصل عام 1964 على درجة الشرف الأكاديمية، وانتقل بعد ذلك إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، قبل أن يلج كلية وارتون للتجارة وإدارة الأموال التابعة لجامعة بنسلفانيا، وتخرج فيها عام 1968 بإجازة (بكالوريوس) في الاقتصاد واختار بعدها العمل في شركة العقارات التي يديرها والده. التوجه الفكري يصنف ترمب بأنه قريب من اليمين المتشدد في الحزب الجمهوري، واشتهر بعدائه للمهاجرين في أميركا خصوصا المتحدرين من أصول مكسيكية، الذين يتهمهم بإغراق البلاد بالمخدرات والعنف، ولا يتردد في الدعوة لإعادة النظر في قوانين الهجرة، ووقف منح الجنسية الأميركية لأطفال المهاجرين الذين يولدون فوق الأراضي الأميركية. يتمتع باستقلالية مالية كبيرة تجعله متحررا من جماعات الضغط في حزبه، ويؤمن بقدرته الشخصية على استرجاع “عظمة أميركا” وما يصفه بـ”الحلم الأميركي”، ومواجهة ما يسميه الهيمنة الاقتصادية للصين. ويطلق ترمب تصريحات مثيرة للجدل في ما يخص السياسة الخارجية المرتبطة بالعالم العربي، من قبيل دعوته لإعادة احتلال العراق والاستيلاء على حقول نفطه للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية. الوظائف والمسؤوليات انضم عام 1968 للعمل مع والده ضمن مؤسسة ترمب العقارية التي كانت متخصصة في تأجير المساكن للطبقة المتوسطة بأحياء نيويورك، ثم أصبح الرئيس التنفيذي لها بعد توسعها ودخولها الاستثمار في مجالات جديدة. نجح ترمب عدة مرات في تجاوز الهزات والأزمات المالية التي واجهت شركاته، خصوصا ما بين عامي 1987 و1997، وعامي 2008 و2009 والتي أدت إلى إعلان عدة مؤسسات تابعة له الإفلاس، حيث تمكن كل مرة من الخروج من الأزمة والقيام باستثمارات ضخمة داخل الولايات المتحدة وخارجها. وقد أصبح اسم ترمب “علامة تجارية” تقدر بملايين الدولارات في السوق الأميركية. في مجال الإعلام تولى عام 2003 تنفيذ إنتاج وتنشيط برامج تلفزية في قناة “أن بي سي”، حظيت بالمتابعة في الولايات المتحدة، من أشهرها “المتدرب” و”أستوديو 54″. التجربة السياسية لم يسبق لترامب أن مارس عملا سياسيا مباشرا، لكنه -وفق بعض التقارير الأميركية- قدم خلال عقدين من الزمن تبرعات لحملات انتخابية رئاسية لمرشحين من الحزب الجمهوري والديمقراطي. وقد أصدر النواب الجمهوريون في ولاية نيويورك في تشرين الأول 2013 مذكرة اقترحوا فيها مشاركة ترمب في سباق المنافسة على منصب حاكم الولاية مع أندري كومو، وهو ما رفضه ترامب. في عام 2008 أعلن تأييده الرسمي للمرشح الجمهوري جون ماكين في مواجهة باراك أوباما، وفي يناير/كانون الثاني 2013 أصدر شريط فيديو يساند فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء الانتخابات الإسرائيلية. في 7 ديسمبر/كانون الأول 2015 دعا دونالد ترمب إلى وقف دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. قال ترمب في بيان نشره تحت عنوان “بيان دونالد ترمب لمنع الهجرة الإسلامية”، إنه يدعو إلى الوقف التام لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. فاز ترمب يوم 19 تموز 2016 رسميا بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الأول من السنة نفسها، وتعهد بإعادة بناء الجيش الأميركي والقضاء على تنظيم الدولة. وبعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، تمكن ترمب من الفوز وتصدر النتائج المعلنة ليصبح الرئيس الـ45 في تاريخ أميركا. ووجه المرشح الجمهوري ضربة قوية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بفوزه في فلوريدا وكارولينا الشمالية، وهما ولايتان متنازع عليهما منحتاه 44 من أصوات كبار الناخبين. وحقق المرشحان انتصارات مبكرة في ولايات كان من المتوقع لهما الفوز فيها، إذ فاز ترمب بالولايات المحافظة في الجنوب والغرب الأوسط، بينما اكتسحت كلينتون عددا من الولايات على الساحل الشرقي وولاية إيلينوي في الغرب الأوسط. وفي يوم 20 كانون الثاني 2017 وصل ترمب إلى البيت الأبيض برفقة زوجته ميلانيا، وجلس إلى أوباما وميشال على طاولة الشاي كما تقضي بذلك تقاليد تسليم الرئاسة بأميركا، ودشن خطوته الأولى باعتباره الرئيس الـ45 للولايات المتحدة. وكان من أول قراراته التوقيع على أمر تنفيذي يمنع بموجبه مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة من الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية وحظي القرار بتأييد المحكمة العليا، فيما استنكر المعارضون القرار. والدول المحظورة هي: اليمن وسورية والسودان وليبيا وإيران والصومال، وتضمن القرار المنع حتى في حالة وجود البطاقة الخضراء التي تعطي إذنا بالإقامة في الولايات المتحدة. خلال جائحة كورونا وجهت لترمب انتقادات كبيرة بسبب آلية التعامل مع الأزمة، إذ تصدرت الولايات المتحدة أعداد الوفيات والمصابين. وفقد ملايين الأميركيين وظائفهم بسبب الأزمة. حكم ترمب الولايات المتحدة الأميركية لفترة رئاسية واحدة امتدت 4 سنوات. وخلال هذه الفترة اتخذ قرارات مثيرة للجدل، فوسع الجدار الفاصل مع المكسيك، وأعلن انسحاب بلاده من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، كما أعلن انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة العمل بالعقوبات على إيران في أيار 2018. سحب ترمب أيضا بلاده من اتفاقية المناخ في حزيران 2017، ودخل في حرب تجارية علنية مع الصين أثرت على الحركة التجارية العالمية. وتميزت الولايات المتحدة خلال حكمه بفترة نمو اقتصادي كبير إلى ما قبل بدء أزمة كورونا. واتهم خلال حكمه بالعنصرية وعدّ رئيسا شعبويا بمواقفه وآرائه. تهم موجهة إليه وجّهت هيئة محلفين كبرى في مانهاتن بمدينة نيويورك اتهامات جنائية لترمب، في آذار 2023، وصلت إلى 30 اتهاما وفقاً لمحاميه، وفي حزيران 2023 وجهت 7 تهم أخرى لدونالد ترمب بلائحة اتهام ثانية وهي سابقة في تاريخ الولايات المتحدة أن توجه اتهامات جنائية لرئيس سابق. من أبرز التهم الموجهة لترمب: نقل وثائق سرية من البيت الأبيض إلى منتجع “مار أيه لاغو” في فلوريدا بعد انتهاء ولايته. علما أن هذه الوثائق يجب أن تكون في مرافق حكومية آمنة. بالإضافة إلى تهم تتعلق بتزوير سجلات أعمال شركاته لإخفاء معلومات ضارة عن الناخبين خلال انتخابات الرئاسة سنة 2016، ودفع رشاوى لشراء صمت أشخاص خلال الانتخابات نفسها، بالإضافة إلى تهم تتعلق بالاعتداء الجنسي، والتهرب الضريبي، والتشهير والتآمر لعرقلة إجراءات رسمية والتآمر على الحقوق، وكذلك تهمة تصنف كخيانة وهي محاولته البقاء في البيت الأبيض بعد خسارته الانتخابات عام 2020. وقد بدأت محاكمة ترمب في منتصف أيار 2023، ورفضت القاضية مساعي وزارة العدل لتأجيل المحاكمة إلى كانون الأول، كما رفضت طلب ترمب بتأجيل محاكمته إلى ما بعد انتخابات 2024، إذ إنه ترشح للمشاركة فيها. وفي آب 2023 وُجهت لترمب لائحة اتهامات جديدة تتعلق بالهجوم الذي حدث على مبنى الكابيتول يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 من طرف أنصاره أثناء مصادقة الكونغرس على فوز الرئيس جو بايدن، ومحاولتهم الضغط لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني 2020 وفاز بها بايدن. ويعد الهجوم على الكونغرس عام 2021 سابقة من نوعها في الديمقراطية الأميركية وفقا لتصريح المحقق الخاص جاك سميث. وقد مثل ترمب أمام المحكمة يوم 4 آب 2023 لمواجهة لائحة الاتهام الجديدة. محاولات اغتيال تعرض ترمب لعدة محاولات اغتيال واحدة منها في 2016، واثنتان في 2017، كما نجا من محاولة اغتيال في تموز الماضي حين حاول شاب في الـ20 يدعى توماس ماثيو كروكس إطلاق النار عليه في تجمع انتخابي ببنسلفانيا. وقال مكتب التحقيقات الفدرالي إن كروكس حاول اغتيال ترمب في بلدة باتلر بولاية بنسيلفانيا، إذ أطلق عليه النار من مبنى مقابل للمنصة التي كان يتحدث فيها خلال تجمع انتخابي، وأصابه في أذنه. وبعد ثوان من إطلاقه النار على المنصة، أطلق أفراد جهاز الخدمة السرية النار على كروكس وأردوه قتيلاً. ونجا ترمب من الحادث وأصيب بجرح في أذنه ونقل إلى المستشفى، في حين قُتل أحد الحضور وأُصيب اثنان آخران بجروح خطيرة. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|