| ||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
تقارير | ||||||||||||||||||||||||||||
|
طهران بين الثأر لهنيّة وإبقاء التواصل مع واشنطن سنطبق العدالة من دون أي تسامح الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 4392 | 03-08-2024 |
08:38
حذر القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، من أن إيران لن تبدي أي تسامح تجاه إسرائيل، بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في طهران. وقال كني في اتصال هاتفي مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي: “مما لا شك فيه أن إيران ستطبق العدالة المطلقة، من دون أي تساهل”، مشدداً على أن عملية الاغتيال ارتكبت في العاصمة الإيرانية، حسب ما ذكرته الخارجية الإيرانية، نقلا عن باقري كني في بيان، وفق ما نقلت وكالة “تاس”. كما أفادت وزارة الخارجية بوجود مشاورات بين باقري كني، ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف. رسالة أميركية لإيران ودان الوزير الإيراني، ووزيرا خارجيتي الأردن والجزائر، جريمة اغتيال هنية في إيران، ودعموا اقتراح طهران بعقد اجتماع استثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وبحسب مصدر من قناة “سي إن إن” الأميركية، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بعث برسالة إلى إيران، أمس الخميس، عبر قطر يطلب منها الامتناع عن الرد على خلفية الاغتيال. وفي وقت سابق، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، أصدر صباح الأربعاء، الأمر بشن ضربة مباشرة على إسرائيل ردا على اغتيال هنية. “عبوة ناسفة أم مقذوف” وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” توصلت في تحقيق لها إلى أن هنية قُتِل، الأربعاء، بعبوة ناسفة تم تهريبها سرا إلى دار الضيافة في طهران، حيث كان يقيم وليس بصاروخ، وفقا لسبعة مسؤولين من الشرق الأوسط، بينهم إيرانيان، ومسؤول أميركي، تحدثوا للصحيفة الأميركية بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمشاركة تفاصيل حساسة. ومن جانبها، كشفت وكالة “فارس” الإيرانية التابعة للحرس الثوري، تفاصيل جديدة، وقالت إن التحقيقات أثبتت مسؤولية تل أبيب عن التخطيط والتنفيذ لاغتيال هنية. كما قالت إن “غرفة هنية كانت في الطابق الرابع من دار الضيافة بمنطقة الزعفرانية”. كما بينت الوكالة الإيرانية أن غرفة هنية تعرضت لمقذوف ما أدى لتحطم أجزاء من سقف ونوافذ سكنه، ومقتله مع أحد حراسه. طهران بين الثأر لهنيّة وإبقاء التواصل مع واشنطن صحيفة اللواء- معروف الداعوق توعد النظام الايراني على لسان المرشد علي خامنئي، بالرد على قيام إسرائيل باغتيال رئيس المجلس السياسي لحركة ح اسماعيل هنية في طهران، وبدأ التحضير لهذا الرد، إعلاميا وسياسيا وشعبيا، انطلاقا من ان جريمة الاغتيال هذه، التي ارتكبتها إسرائيل في عقر دار النظام الايراني ،تجاوزت كل الحدود والخطوط الحمر، وهي تمس سمعة وصدقية النظام برمته، وتسقط هيبته الامنية امام الايرانيين وتضعف سطوته لدى خصومه السياسيين بالداخل ومناطق سيطرته ونفوذه في الاقليم. ويبدو ان الاستهداف الإسرائيلي لهنيّة ، وهو بضيافة أعلى سلطة بالنظام الايراني، لتقديم التهاني بتولي الرئيس الايراني الجديد مسعود بزشكيان منصبه، فاجأ المسؤولين وعلى رأسهم المرشد شخصيا، وقادة أجهزة الامن والمخابرات والحرس الثوري، ليس لهشاشة نظام الحماية وسهولة اختراقه من قبل إسرائيل لتنفيذ عملية الاغتيال فقط، وانما لتزامن ارتكاب هذه الجريمة مع مرحلة تغيير جديدة، ينتهجها النظام للانفتاح على الخارج والولايات المتحدة الأميركية تحديدا، مهدَ لها بانتخاب الرئيس الاصلاحي الجديد الذي عين وزير الخارجية الايراني السابق محمد جواد ظريف القريب من الإصلاحيين، والذي وقع الاتفاق النووي مع الإدارة الاميركية عام ٢٠١٦ ،مسؤولا عن الشؤون الاستراتيجية ، لمباشرة هذا الانفتاح بعد سلسلة من اللقاءات عقدت بين ممثلين عن النظام والمسؤولين الاميركيين في سلطنة عُمان وغيرها، اعترف بها أكثر من مسؤول ايراني، وقطعت شوطا لابأس به، لانهاء حال القطيعة وبدء مرحلة جديدة ، ينتظر ان يتولاها بزشكيان الذي دعا أكثر من مرة، انه ينوي اخراج ايران من عزلتها، ويسعى للانفتاح على الغرب ، ويعيد التفاوض على الملف النووي الايراني، لرفع العقوبات عن بلاده، ويعمل على تحسين مستوى عيش الإيرانيين. يتوقع ان يوازن النظام الايراني في رده على اسرائيل ، لارتكابها جريمة اغتيال ضيفه ، رئيس المكتب السياسي لحركة ح اسماعيل هنية بطهران ، عبر أساليب وطرق مختلفة ،اما مباشرة بقصف صاروخي أو بطائرات مسيرة من الاراضي الايرانية على إسرائيل، بتفاهم مسبق و غير معلن عبر اقنية التواصل المفتوحة مع الاميركيين، على نسق ماحصل في الثأر لاستهداف القنصلية الايرانية في دمشق بشهر نيسان الماضي،واغتيال عدد من مسؤولي وقادة الحرس الثوري فيها، او اي اسلوب آخر، عبر التنظيمات والمليشيات المذهبية التابعة لها في الدول المجاورة. ولكن مهما كان اسلوب الرد الإيراني المتوقع،يجب أن يراعي رد الاعتبار شكلاً لايران على الاقل، ويدغدغ مشاعر الايرانيين الغاضبين من عملية الاغتيال، وينفس احتقان حلفاء النظام على حد سواء ، على أن لا يوثر سلباً على قنوات التواصل المفتوحة مع الجانب الاميركي، ويحافظ على ما تحقق بنتيجتها في المرحلة الماضية، ويفسح في المجال، لاستكمالها على يد الرئيس الاصلاحي وفريقه، وهذا هو الخيار المرجح في رأي المراقبين، بالرغم من سلبيات اغتيال هنية وتداعياتها على مسار العلاقات الايرانية الاميركية. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|